علاج قلق الأطفال من المدرسة
يحتار الكثير من الآباء في البحث عن الأسباب التي تؤدي إلى خوف أطفالهم من الذهاب إلى المدرسة، ويرجع المختصون الأسباب عادة إلى أحد هذه العوامل:
التنشئة الاجتماعية: تلعب التنشئة الاجتماعية دوراً كبيراً في تقبل الطفل للمدرسة أو خوفه منها، فأحياناً عندما يقوم الطفل بسلوك خاطئ فإن الأم تقوم بتهديده بأنه إن لم يطع كلامها فإنها ستجعله يذهب للمدرسة، من هنا تنشأ لدى الطفل أفكار مخيفة عن المدرسة ويعتقد الطفل أن المدرسة مكان للعقاب، وقد يحصل الطفل على هذه الأفكار بطريقة غير مباشرة أحياناً كأن يسمع أحد الوالدين أو أحد إخوته يتذمر من المدرسة ومن الواجبات، لذلك على الأم والأب أن ينتبهوا لما يقولونه ولما يقوله أبناؤهم عن المدرسة، وأن يحرصوا على جعل المدرسة مكاناً محبباً وجميلاً بالنسبة لأطفالهم عن طريق وصفهم لها.
الإعلام
يقضي الأطفال وقتاً طويلاً أمام شاشات التلفاز وأمام الأجهزة المختلفة، وقد لا يتمكن الآباء من مراقبة كل ما تبثه هذه الوسائل، فبعض الرسوم المتحركة يمكن أن تصور المدرسة على أنها مكان غير لطيف وبه الكثير من الشجار والعنف أو أنه مكان ملل وأن الأطفال في الرسوم المتحركة يفضلون ادعاء المرض على الذهاب إلى المدرسة، لذلك من المهم أن تراقب الأم ما يشاهده الأطفال، بحكم أنها قد تقضي وقتاً أطول في المنزل وأن تعزز لدى الطفل حب المدرسة، وأن تقيم ما يشاهده الطفل باستمرار.
ظروف البيت
هناك العديد من الأشياء التي قد تحدث في البيت والتي تأثر على مدى حب الطفل للمدرسة، فإن كان البيت مكاناً للشجار الدائم فإن الطفل عادة يأبى أن يتركه ويذهب إلى المدرسة لسببين: الأول أنه قد يظن أن المدرسة أيضاً مكان مليء بالشجار والعنف، والثاني أنه قد يخشى أن يتشاجر والداه في غيابه فيصاب أحدهما بضرر ما، بينما يكون هو بعيد عنهما، ناهيك عن الآثار النفسية السلبية الأخرى لشجار الوالدين أمام الأطفال. وهناك أسباب أخرى قد تجعل الذهاب إلى المدرسة أمراً مريراً بالنسبة للطفل كأن يرزق هذا الطفل بأخ صغير، فيكره أن يترك البيت وينفرد المولود الجديد بالاهتمام من والدته بينما هو في المدرسة، لذلك احرصي على التحدث مع طفلك بصراحة وبشكل منفرد لتفهمي أسبابه، واحرصي على تهدئته وشرح الأمور له.
المواقف داخل المدرسة
من الممكن أن يكون سبب خوف طفلك من المدرسة هو ما مر به من تجارب سيئة، وقد تشمل هذه التجارب أن لا تعامل المعلمة طفلك باحترام وحنان، أو أن يتعرض طفلك للضرب من المعلمة أو من أحد الطلاب، أو أن يضيع طفلك أو أن يتأخر الوالدان في اصطحابه إلى البيت، ابحث جيداً عن المواقف التي تعرض لها طفلك وتأكد أن تهدأ من روعه وأن تعالج المشاكل وأن تشرح له أن هذه الأمور لن تتكرر.
عدم التمهيد المسبق
من المهم أن يمهد الوالدان لذهاب الطفل للمدرسة قبل فترة كافية من التحاقه بها، ويجب أن يكون هذا التمهيد عن طريق إخبار الطفل عن المدرسة ووصفها كمكان جميل وآمن، ويمكن للوالدين أن يعرضا صوراً لأطفال يستمتعون بوقتهم في المدرسة، ومن المهم إظهار الجوانب التي تجذب الأطفال إلى المدرسة كالألعاب واللوحات الملونة وغيرها.
من المهم أن تتم معالجة خوف الأطفال من الذهاب إلى المدرسة مبكراً، فالعلاج المبكر يساعد على تفوق الطفل في الدراسة والإبداع في المدرسة، أما إهمال المشكلة فإنه لن يزيد إلا من كره الطفل للمدرسة مما يؤدي إلى تدهور أدائه فيها، وقتل إبداعه وثقته بنفسه وقد يؤدي إلى فشله لاحقاً.