السواد تحت العينين عند الأطفال
بادئ ذي بدء ينبغي أن نشير إلى أن مسألة السواد تحت العينين عند الأطفال قد يكون مجرد ملمحا وراثيا في بعض الأسر، أو حتى مجرد طفرة فسيولوجية، دون وجود أي مشكلة صحية أو اعتلال في جسم الطفل، لكن عموما ينبغي ألا نسلم بمثل هذا الافتراض بعد التأكد واستبعاد أي أسباب مرضية أخرى محتملة.
ومن الأسباب الشائعة والتي قد تؤدي إلى حدوث سواد تحت العينين لكن بصورة مؤقتة، أن يصطدم الطفل في لهوه ولعبه، أو أن يتلقى ضربة عفوية في وجهه، ولتأكيد مثل هذا التشخيص الإفتراضي ينبغي أن تجد أن منطقة حول العينين قد تكون متورمة، أو أن الطفل يصرخ من الألم بمجرد لمس تلك المنطقة المصابة.
ويعد فقر الدم " الأنيميا " أشهر الأسباب المرضية التي تترك سوادا تحت العنينين لدى الأطفال، ويقصد بفقر الدم انخفاض مستويات الحديد بالجسم، ويعتبر سوء التغذية سواء كما أو كيفا أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى الأنيميا، فالطفل قد يكون لا يتناول طعاما بالكمية التي يحتاجها جسمه، وهذا ما يسمى بسوء التغذية الكمي، لكن أحيانا قد يكون الطفل يتناول كميات طعام بقدر كافٍ، لكنها للأسف لا تغطي احتياجات الجسم من حيث تنوع المصادر الغذائية، وهذا ما يسمى بسوء التغذية الكيفي.
وعموما ففي مثل هذه الملابسات، ينبغي الاهتمام بالتغذية السليمة، على أن يحظى الطفل بالقدر الكافي من الطعام الصحي السليم، الذي يغطي كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل لنمو جسمه، ولا سيما البروتينات والفيتامينات.
ولا مانع من إعطاء الطفل جرعات دوائية من مستخلص الحديد، كوسيلة لتدعيم محاربة هذا النقص، وفي هذه الحالة يتم إعطاء ملعقة كبيرة يوميا من شراب فاروفيت، على أن نداوم على هذا العلاج لمدة 90 يوم متتالٍ دون انقطاع. وفي حالة حدوث شكوى الإصابة بالإمساك يمكن تقليل الجرعة لتصبح ملعقة صغيرة يوميا، مع الاهتمام بشرب الماء بكثرة، والتركيز على الأطعمة المحتوية على الألياف كالفاكهة والخضروات الورقية.
وختاما، ينبغي عمل تحليل براز للتأكد من عدم وجود طفيليات ( كالبلهارسيا، الإسكارس، الدبوسية، الأميبا ) في أمعاء طفلك، فمثل هذه الطفيليات تؤدي إلى الإصابة بفقر دم شديد، حتى لو كان طفلك يحصل على تغذية جيدة، فمثل هذه الطفيليات تتغذى على غذاء طفلك، لتصيبه بفقر الدم، علاوة على مشكلات صحية أخرى غاية في الخطورة.