10 دروس تعلمتها من طفلي ذي العشرة شهور

صورة فريق أحلى حياة

الجميع يقول أن الطفل يغير حياتك. صحيح، لكن ما لم يقله لي أحد: أن الطفل يمكن أن يكون معلمك الكبير. في حالتي، أصبح طفلي البالغ من العمر 10 أشهر هو معلمي الملهم، منذ أن ولدته، أعدت اكتشاف نفسي وأصبحت أنظر للحياة بشكل مختلف كليا.

وهنا أفضل 10 دروس علمني اياها ابني خلال العشرة شهور له في هذا العالم:

  1. أن أكون في قمة التركيز فيما أعمل عليه حاليا: طفلي علمني ذلك لأنه يكون 100% مركزا فيما يحدث حوله، لو وجد شيئا مضحكا، فإنه يضحك بأقصى طاقته. وإذا أحسن بألم فإنه يبكي بأقصى طاقته أيضا. وإذا كان يلعب بعلبة ما، فإن جل اهتمامه وانتباهه مركز عليها. ليس قلقا من فقدانها لاحقا او ماذا سيفعل لاحقا. مشاهدتي له تعلمني أهمية الانتباه والتركيز فيما أفعل.
  2. أن أعيش كما لو أن كل شيء عبارة عن معجزة: كبشر نأخذ كل شيء وكأنه مفروغ منه. لدرجة أننا لا نلاحظ أغلب الأشياء. طفلي يكتشف الحياة كل يوم ويستغرب من كل شيء، كما لو أن كل شيء هو عبارة عن معجزة، صوت المطر والإحساس به، متعة طرطشة الماء، نعومة لمس فراء القطة، ومؤخرا، حقيقة أنه إذا ترك شيئا من يده فإنه يقع على الأرض. لقد تعلمت من متابعته أن أنظر إلى الحياة الرائعة بطريقة جديدة.
  3. طول البال والصبر: خلال فترة الحمل، علمني طفلي العديد من الدروس الضخمة في الصبر. كنت أعاني من الغثيان الصباحي الشديد لأكثر من 5 أشهر وكنت غير صبورة أبدا، وأنا أعد الساعات حتى نهاية الثلث الأول من الحمل حين من المفروض أن ينتهي الغثيان. لكنه بقي لمدة 5 أشهر، كنت دائمة البحث والقراءة وسؤال صديقاتي عن متى سينتهي هذا. ولم أكن أعلم أن ما كنت أعانيه لا يعد شيئا بالمقارنة مع الصبر على النمو عندما يأتي الطفل الصغير. فقط عندما أعتقد أن المغص انتهى، يبدأ الارتجاع المعدي، ولما ينتهي يبدأ التسنين (أسنان كثيرة بمعدل نمو بطيء جدا) وعندما اعتقدت أن ذلك انتهى، بدأ طفلي في طفرة النمو. حتى عندما أكون منهكة جدا وأصل إلى الحد، أفعل أكثر واكتشف أنني أقوى مما تخيلت.
  4. القواعد الاجتماعية ليست الأهم: كم مرة وجدنا أنفسنا نقول لأطفالنا "أرجوك توقف عن البكاء، الكل ينظر إلينا"... أو "عزيزتي، أنا أعلم أنك متحمسة جدا ولكن نحن في الطائرة ولا يجوز أن نصرخ"؟ أكون محتارة في كل هذه المواقف، أتمنى أن يسمح لنا المجتمع بمزيد من الحرية في التعبير عن العواطف... في الواقع، أتمنى أن أكون أقل تأثرا بقواعد المجتمع لأسمح لطفلي أن يعيش بحرية أكبر. لقد بدأت بعدم الاهتمام بـ "ما هو متوقع" وأجرب حاليا طرقاً مختلفة لفعل الأشياء. هل حاولت التقاط الأشياء بأصابع قدميك؟ إن ذلك ممتع جداً، خصوصا إذا تدربنا عليه جديا، سيكون مفيدا جداً.
  5. أن أمشي مع التيار: بمجرد أن أعتقد بأنني فهمت شيئا معينا عنه، ببساطة يتغير مرة أخرى. في يوم يحب لبن الزبادي، وفي اليوم التالي لا يحبه. في يوم يريد طعاما عاديا، في اليوم التالي لا يريد إلا الحليب. في يوم ينام بشكل ممتاز. في اليوم التالي يستيقظ في الخامسة صباحا. الأطفال الصغار يتصرفون على الطبيعة، بدون أي قواعد مكتسبة "يجب أن نفعل ويجب أن لا نفعل". لقد تعلمت أن أحترم احتياجاته متجاوزة ما اقرأ من كتب أو ما يقوله لي أطباء الأطفال إنه يعلمني المرونة والمعنى الحقيقي لأن أمشي مع التيار.
  6. أن يكون لدي توقعات مرنة: إذ لا يمكنني التحكم به على الإطلاق. أستيقظ كل صباح على قائمة طويلة من المهام اليومية، تنتظر شطبها من القائمة، وتمر الدقائق والساعات، وينتهي اليوم. ماذا أنجزت؟ لا شيء من القائمة! لا أدري كيف، أحداث غير مخطط لها حصلت وكل ما أعرفه أنني كنت أهتم بطفلي. تعلمت أن أنسى شخصيتي المتحكمة وأن أحصل على توقعات جديدة.
  7. أن أعطي بدون توقع شيء في المقابل. لم أتوقع يوما مقدار السعادة في مجرد العطاء. العطاء في سبيل مساعدة شخص آخر، مدركة أن ما أقدمه مهم. هذا يملأ قلبي بالسعادة.
  8. أن الطبيعة لديها إيقاع خاص بها، يجب أن أحترم ذلك وأقدره. كم منا من تضايقت عندما سمعت: "آه، طفلك لم يزحف بعد؟". اعتدت أن أقلق بشأن ذلك وأحس بالقليل من التنافسية حول كيفية تطوره مقارنة بنظرائه. والآن لا يهمني أيّ من ذلك. إن كان غير مهتما بالزحف بعد، ماذا في ذلك؟ أريده أن يكون سعيدا وبصحة جيدة. لذا اخترت أن أحترم إيقاع نموه.
  9. أن أكون مسؤولة عما يبدر عني من أفعال وانفعالات. هنالك شخص يراقب تصرفاتي وردود أفعالي طول الوقت. الأهم من ذلك أنه يقلدني. وعندما يحدث أي شيء غير متوقع، فإنه ينظر إلي بملء عينيه ويترقب ردة فعلي ويقلد تصرفي. إذا كنت مسترخية يكون مسترخٍ. وإذا كنت بحالة عصبية فإنه يكون عصبيا أيضا. وأنا لا أستطيع الكذب عليه، لأنه ببساطة "يشعر بي". أكثر من أي وقت مضى، علي أن أنتبه إلى ردود أفعالي وأن لا أتمادى في عواطفي. لذا، ها هو تمريني للاسترخاء، أن آخذ نفسا عميقا عندما يؤثر بي أي شيء، لأنه علي أن أكون مسترخية من أجل طفلي الحساس.
  10. الحب الحقيقي غير مشروط ولا حدود له: كوني أماً هو، دون شك، أصعب دور سوف أقوم به في هذه الحياة. وهو أيضا أكبر مكافأة، والتجربة المدهشة الأكثر إثارة التي سأمر بها. إنجابي لطفلي علمني، بطريقة عميقة، ما هو الحب. عندما يسألني الناس "من أين تحصلين على قوتك لإرضاع طفلك ليلا ونهارا دون أخذ القسط الوافر من الراحة؟" يكون جوابي "لأنني مليئة بالحب". الحب هو قوة عالمية.