كيف أعلم ابني أن يطيعني

صورة فريق أحلى حياة
كيف أعلم ابني أن يطيعني

تغيرت الحياة وتغيرت ظروفها، فلم تعد تصرفاتنا كالسابق ولا حتى أسلوب تربيتنا، فأسلوب التربية القديم التقليدي لم يعد يجدي نفعا مع أطفال اليوم، ولم يعد الأسلوب الناجح لتربية طفل وبناء حياته. فحياتنا في السابق كانت بسيطة عفوية خالية من أي نوع من التكنولوجيا الحديثة والتقدم الذي فتح الحياة على الغرب وعرفنا بتصرفاتهم وأسلوب حياتهم.

وأسلوب التربية هي القاعدة الرئيسية التي ينطلق منها الطفل ومنها نشكل حياته كما نريد، وأساس المشكلة هي عدم إطاعة الابن لوالدته وهذا ليس بذنبه، بل سبب المشكلة هي الوالدة وهي في نفس الوقت بيدها الحل.

وإن لم يسمع الابن كلام أمه فهذا يكون بسبب الدلع الزائد الذي تربى ونشأ عليه، فالطفل إذا ما ترك على راحته بتصرفاته بدون مراقبته وتعليمه ما هو الصحيح من الخاطئ، فإنه سيصل في النهاية إلى ما تعانيه الأم من عدم طاعته لها وعدم السيطرة عليه إذا ما كبر على هذه العادة. لذلك على الأم أن تحرص منذ صغر طفلها على أن تعوده على التصرفات الصحيحة حتى وإن كان ما زال لا يفهم، ولكن على الأقل يراقب ويلاحظ. وإذا استمرت بالتعامل معه على الأسس الصحيحة ستجده شخصا مطيعا غير عاصٍ للأوامر. فالطفل مثل قطعة العجين يتم تشكيله كما ترغب الأم، وكما يقال التعليم في الصغر مثل النقش في الحجر.

كما يجب على الأم الحرص على عدم تنفيذ جميع رغباته حسب ما يريد، والعمل على أن تجعله يميز بين ما هو صحيح وما هو خطأ.

تعليم الطفل تعاليم الدين وقراءة القرآن الكريم

حاولي أيتها الأم أن تخصصي من وقتك جزءا تجالسين طفلك وتعلميه أمور دينه، فهناك العديد من القصص النبوية للأطفال، حاولي وأنت تقرئين له القصة أن تمثليها بحركات تجعله يفهمها فهذا يزيد من العلاقة بينكما، كما عليك تخصيص وقت له يستمع فيه للقرآن الكريم، فهذا يساعده بأن يكون هادئ الشخصية. وبهذا تحصلين على ابن مطيع فالقرآن له تأثيره وبركته حتى وإن كان لا يفهمه الطفل في البداية ولكن مع التكرار سوف تجنين ما زرعت وستجدينه في أخلاقة وتصرفاته وحياته، فالطفل في صغره مثل قطعة الأرض القاحلة، وبمجهودك أيتها الأم تجعلي منها قطعة من الجنة الخضراء، لا تبخلي على ابنك من وقتك وكوني له الراعي والصديق، كوني له حياته كلها .

وكما تحبين بأن ينفذ طفلك رغباتك وبأن يطيعك ولا يعصيك، في المقابل أنت يجب أن تطيعيه وتنفذين له رغباته، ضمن الحدود، واعلمي أنك أنت المعلم الأول له والشخصية المثالية التي يتعلم منها كل صفاته.

حاولي أن توصلي ما تريدين لابنك بالشرح المفصل وبطريقة تشعريه بصدق نواياك وبحنانك في نفس الوقت، مثلا لو طلب طفلك أكثر من لعبة إذا ما ذهبتم معا إلى محل الألعاب، فحاولي أن تقنعيه بأن يأخذ الآن واحدة وفي المرة القادمة سيحصل على الأخى. وكوني صادقة معه، فعندما تذهبون في المرة القادمة، نفذي وعدك له حتى يطيعك في المرات القادمة، أما إذا تجاهلت طلبه ولم تكوني صادقة معه، فسوف تجعلين منه شخصية عدوانية ولن يطيع لك أمرا وأيضا سوف تربي بداخله خصلة الكذب، لأنك كذبتي عليه وأنت قدوته، إذا إن ما فعلته شيء إيجابي بالنسبة له.