ختان الطفل (الطهور)
ونقصد بالطبع ختان الذكور، وهو عبارة عن إزالة القلفة ( زائدة جلدية ) التي توجد في مقدمة القضيب. ومن البديهي والمعروف أنه عند حدوث جرح، فلا بد من وجود مواد بالجسم تقوم بعملية وقف النزيف، وبما أن الختان جرح، فلا بد بالتالي من عدم القيام بعملية الختان، إلا بالسن التي تتوافر فيها هذه المواد بدم المولود.
ويكون هذا في اليوم الأول من عمره، حيث تكون هذه المواد المانعة للنزيف ما تزال تسري في دمه من الأم أثناء فترة الحمل. أما إذا لم تحدث عملية الختان في اليوم الأول، فإن هذه المواد التي امتصها من دم الأم تبدأ في التلاشي، ويبدأ المولود في تكوين مكوناتها بنفسه، ويستغرق هذا الأمر عادة 21 يوما. إذن فالختان المأمون يكون إما أول يوم أو بعد 21 يوم من الولادة.
وتخطئ كثير من الأمهات برش مكان الختان ببودرة السلفا أو أي مكونات أخرى، ويؤدي هذا الأمر إلى إلتصاق الشاش بقضيب الطفل، مما يجعل من عملية نزع الشاش أمرا غاية في الصعوبة والألم، والذي قد يؤدي إلى فك بعض الغرز الجراحية، والنزف مكانها.
فكل المطلوب في مثل هذه الأمور، أن تقوم الأم بسكب بعض المواد المطهرة كاليود أو السبيرتو عند كل غيار جراحي، ولا يمكننا اعتبار عملية الختان كاملة ووصفها بالمثالية، إلا في حالة ظهور " التمرة " ( وهي رأس مقدمة القضيب ) كاملة، دون أن يغطيها أي طيات جلدية.
ومن الخطأ أيضا تلكؤ بعض الأمهات في ختان أولادهم، مرة بحجة شهور الصيف، وأن الجروح لا تلتئم بسرعة في درجات الحرارة العالية، ومرة بحجة شهور الشتاء، لأي سبب كان، لنجد أن الوقت يمر دون أن تقوم بختانه.
وهذا أمر خاطئ تماما، وليس في مصلحة المولود. فالختان في شهور الطفل الأولى عملية سهلة ومأمونة، ولا سيما أن معدل سرعة إلتئام الجروح يكون أعلى ما يمكن. أما إذا تأخر عن ذلك لما بعد السنة الأولى، فإن هذا الأمر يستدعي عملية جراحية وتخدير كلي، بما ينطوي عليه من مخاطر ومضاعفات محتملة.
د. رامي شهاب الدين