سلسلة رمضان: الحمل وشهر رمضان
هلّ علينا الشهر الفضيل والجميع يتسابق للتقرب إلى الله من خلال الصيام والقيام. لكن قد يشكل الصيام معضلة كبيرة لفئات معينة، ومنها فئة الحوامل، حيث تتساءل البعض منهن عن إمكانية الصيام من عدمه.
وفى حقيقة الأمر فقد أجمعت كل الدراسات والآراء الطبية على أن الصيام لا يشكل أى خطورة إطلاقا، سواء على الأم الحامل أو جنينها، ما دامت تعمل الأم على تعويض الجسم بكل ما قد يفقده من عناصر غذائية بطريقة صحية سليمة.
وينصح الأطباء المختصين ألا تتناول الحامل طعام الإفطار دفعة واحدة، بل ينبغى البدء بالقليل من التمر أو أى محلول سكرى، وذلك لتنشيط إفراز الإنزيمات الهاضمة بفعل الكبد، علاوة على تنبيه القناة الهضمية للشروع في بدء عملية هضم الطعام.. بعد ذلك يمكنك تناول ما ترغبين دون إفراط، مع التركيز على اللحوم والخضروات.
ويفضل للحامل الإبتعاد عن المواد النشوية ذات المحتوى العالى من الكربوهيدرات، فمثل هذه الأطعمة ومع صيام ساعات النهار الطويلة قد تزيد فرص الإصابة بسكر الحمل. ويمكن استبدال هذه النشويات ببعض الخضروات الطازجة بعد الإفطار بساعة أو ساعتين.
وتشكل السوائل أمرا هاما وضروريا للحامل في الشهر الكريم، إذ ينبغى شرب 3-5 لترات ماء بصورة يومية، لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل، فضلا عن الوقاية من الإصابة بإلتهابات قناة مجرى البول، والتى تعد أمر شائع الحدوث في حالة الصوم للمرأة الحامل.
ومع إتباع كل هذه النصائح فلابد من تناول بعض الأدوية المقوية، والتى تتضمن أقراص حمض الفوليك في أول 3 أشهر بمعدل قرص يوميا. وبمجرد البدء في الشهر الرابع ينبغى استبدال حمض الفوليك بأقراص الحديد والكالسيوم بمعدل قرص يوميا كذلك.
وختاما، إذا شعرتي بأن الصيام يؤثر على حالتك الصحية أو أن طبيبك المعالج يرى ضرورة إفطارك في شهر رمضان فينبغى بالتالي اتباع نصائح الطبيب، ولا سيما أن الدين قد أعطى رخصة الإفطار للمرأة الحامل.