في بيتنا مدمن
تعتبر مشكلة الإدمان من المشكلات المجتمعية الخطيرة التي ظهرت في مجتمعاتنا العربية بصورة ملحوظة خلال العقود الأخيرة. وقد قامت منظمة الصحة العالمية بتعريف حالة الإدمان على أنه حالة من التخدير المؤقت أو المزمن ينشأ عن تكرار تعاطي مادة مخدرة، سواء كانت تلك المادة طبيعية أو صناعية. وتنبع مشكلة الإدمان من أنه غالبا ما يكون مقدمة للعديد من الأمراض الخطيرة كأمراض الكلى والكبد والإيدز، علاوة على الاضطرابات النفسية والعقلية الشديدة.
لذا من الضروري جدا إكتشاف المدمن مبكرا، فكلما تدهورت الحالة، قلت نسبة شفائه وزادت صعوبة المهمة. وقد أجريت العديد من الدراسات الميدانية والتي تهدف إلى اكتشاف العلامات المبكرة والتي يمكن عن طريقها كشف المدمن والتعرف عليه باكرا ودون عناء، وقد جاءت الدراسات لتشير إلى أن المدمن يتصف بالعلامات التالية:
- يميل المدمن دوما إلى الإنطوائية والانعزال عن الآخرين، ويتجنب قدر الإمكان الانخراط في التعامل مع الناس، كما ينأى بنفسه عن أي حشد إجتماعي خوفا من افتضاح أمره.
- نتيجة لغياب عقل المدمن سواء بصورة كاملة أو حتى جزئية فإننا نلاحظ عليه حالة من الإهمال وعدم الإهتمام بمظهره العام ونظافته الشخصية. كما أنه يتصف دائما بالكسل والخمول بصورة زائدة عن الحد.
- يؤدي الإدمان إلى تدمير الجهاز العصبي بصورة تدريجية، لتظهر أول الأعراض في صورة شحوب في الوجه وعرق غزير ورعشة ملحوظة في الأطراف. كما أن الحالة النفسية والذهنية تتاثر كذلك بصورة سلبية لنجده يصاب بحالات من الهياج الشديد لأقل سبب أو حتى دون داعٍ.
- نظرا لأن المدمن يكون دافعه الأساسي هو البحث عن المخدرات، لذا نراه يصاب عادة بحالة من فقدان الشهية والضعف والهزال.
- نتيجة لتدهور الحالة الصحية والعقلية والنفسية للمدمن، يلاحظ عليه سريعا وجود حالة من عدم الانتظام والتحصيل الدراسي (إذا كان طالبا) أو تدهور الإنجاز والكفاءة في العمل (إذا كان صاحب وظيفة).
- سعيا للحصول على المخدر يلاحظ أن المدمن يلجأ عادة إلى الكذب والحيل الخادعة للحصول على المزيد من المال. كما يلاحظ أحيانا إختفاء أو سرقة بعض الاشياء الثمينة من المنزل دون إكتشاف السارق.