شهر رمضان وعلاج السمنة ج1
إذا كان الصائم بعزيمته وقوته يستطيع أن يمتنع عن الطعام والشراب لساعات طوال، فبإمكانه أيضا أن يتبع نظاما غذائيا ينقص به وزنه الزائد ويتخلص من سمنته دون متاعب تذكر، فالمهم أن يبدأ وأن يستغل فرصة قدوم شهر رمضان للحصول على وزن مثالي وجسم ممشوق، بشرط الابتعاد عن الدهون والنشويات، ولاسيما بعد ثبوت أن الإصابة بالسمنة ما هي إلا قنبلة موقوتة لا تلبث أن تنفجر عاجلا أو آجلا، لتخلف ورائها أمراضا شتى مثل أمراض القلب والكلى والمفاصل والسكر وتصلب الشرايين.
فمن البديهي أن الامتناع عن الطعام والشراب لعدة ساعات يوميا فيه راحة مؤكدة للجهاز الهضمي المتخم طوال العام بألوان شتى من الطعام والشراب، وما ينتج عن ذلك الأمر من سوء هضم وتلبك معوي ونزلات معوية شديدة.
أيضا فإن شهر رمضان الكريم فرصة لممارسة الحركة والرياضة، وهذا ما نمارسه أثناء أداء الصلوات الخمسة علاوة على صلاة "التراويح"، فحركة الصلاة في حد ذاتها تعمل على تنشيط الدورة الدموية، وحرق العديد من السعرات الحرارية، مما يؤدي إلى التخلص من الوزن الزائد بشكل طبيعي وسليم، وعلاوة على ذلك فإن ممارسة رياضة المشي بين وجبتيّ الإفطار والسحور يساعد كثيرا على إجراء الرجيم الأمثل.
ويجب تنظيم الطعام عند بداية الإفطار، وذلك بتناول القليل من العصير أو منقوع التمر، وعقب ذلك يتم تأدية صلاة المغرب، ليبدأ الصائم بعدها في تناول طعام الإفطار، مع مراعاة الإكثار من الخضروات الطازجة، والتقليل من النشويات والسكريات.
وينبغي عدم الإفراط في تناول النشويات والدهون لأن ذلك يرهق المعدة، كما أن تناول المخللات والأطعمة كثيرة الملح تعمل على تهييج الغشاء المخاطي للبطن والمعدة، مما يجلب الكثير من المتاعب، أيضا فمن الأخطاء الشائعة في شهر رمضان الكريم تناول الوجبات "البينية" ما بين وجبتيّ الإفطار والسحور، ويفضل الإقلاع عنها تماما، لإعطاء المعدة الوقت والفرصة الكافية للقيام بهضم طعام الإفطار، وإفراغ ما بداخلها قبل بلوغ وقت وجبة السحور.