عبارات عشرة يرددها من يفتقر للذكاء العاطفي
الأشخاص الذين يفتقرون إلى الذكاء العاطفي يرددون هذه العبارات العشرة كثيرًا دون أن يدركوا تأثيرها. هناك خط رفيع بين الصراحة وعدم الوعي العاطفي.
الذكاء العاطفي هو القدرة على فهم وإدارة مشاعرك الشخصية، وكذلك مشاعر الأشخاص من حولك. وهو يتضمن التعاطف والوعي الذاتي والمهارات الاجتماعية.
غالبًا ما لا يدرك الأشخاص الذين يفتقرون إلى الذكاء العاطفي مدى ثِقَل كلماتهم. فهم يستخدمون عبارات قد تسبب الأذى أو الإزعاج للآخرين دون قصد.
في هذا الموضوع، سوف نكتشف معا 10 عبارات يستخدمها بشكل متكرر الأشخاص الذين يفتقرون إلى الذكاء العاطفي، وفي كثير من الأحيان دون فهم تأثيرها.
1) "إنها ليست مشكلة كبيرة"
الذكاء العاطفي يتعلق بفهم واحترام مشاعر الآخرين.
لسوء الحظ، يميل أولئك الذين يفتقرون إلى الذكاء العاطفي إلى تجاهل مشاعر الآخرين باعتبارها غير مهمة أو مبالغ فيها. وغالبًا ما يتم ذلك تحت ستار تقديم منظور أو محاولة التحلي بالبراجماتية ( اعتبار اللغة والفكر كأدوات للتنبؤ وحل المشكلات والعمل، ورفض فكرة أن وظيفة الفكر هي وصف الواقع أو تمثيله أو عكسه).
تُستخدم عبارة "ليست مشكلة كبيرة" عادةً من قبل هؤلاء الأفراد. ورغم أن هذه العبارة قد تكون مقصودة لتخفيف التوتر أو التقليل من أهمية المشكلة، إلا أنها قد تبدو وكأنها غير ذات قيمة.
من المهم أن نتذكر أن ما قد يبدو تافهاً لشخص ما قد يكون مشكلة كبيرة لشخص آخر. يتضمن الذكاء العاطفي إدراك ذلك والاستجابة بطريقة تعترف بمشاعر الشخص الآخر وتثبت صحتها، بدلاً من رفضها بشكل مباشر.
2) "هذه هي الطريقة التي أنا عليها"
في بعض الأحيان، نرتكب جميعًا أخطاءً ونقول أشياءً لا نراعيها.
هل لديك ميل لمقاطعة الآخرين أثناء الاجتماعات. لو أشار شخص ما لهذه العادة لديك هل ستقول: "هذه هي طبيعتي. أشعر بالإثارة وأتدخل في الحديث".
هل تدرك مدى الضرر الذي قد يلحقه قولك لهذه العبارة؟ فهي تعكس عدم الرغبة في التغيير أو التحسن. وتدل على أن سلوكياتنا ثابتة ولا يمكن التحكم فيها، وهو أمر غير صحيح.
يتضمن الذكاء العاطفي الاعتراف بأخطائنا وبذل جهود واعية لتحسينها.
3) "لا يهمني"
إن عبارة "لا أهتم" هي عبارة أخرى شائعة. قد تبدو هذه العبارة في ظاهرها مجرد تعبير عن عدم الاهتمام أو اللامبالاة، لكنها تحمل معنى أعمق.
إن الأشخاص الذين يقولون باستمرار "لا أهتم" هم في الغالب من أولئك الذين يعانون من الضعف والانفتاح العاطفي. ومن خلال التصريح بأنهم لا يهتمون، فإنهم يحمون أنفسهم من الانتقادات المحتملة وخيبة الأمل.
ومع ذلك، قد تبدو هذه العبارة باردة أو غير مبالية، وقد تعيق التواصل الهادف مع الآخرين. إن الانفتاح على أفكار ومشاعر الآخرين هو سمة مميزة للذكاء العاطفي. لا بأس من التعبير عن عدم الاهتمام أو عدم الموافقة، ولكن يجب أن يتم ذلك بطريقة محترمة ومتفهمة.
4) "أنت حساس للغاية"
عبارة "أنت حساس للغاية" عبارة كلاسيكية يستخدمها أولئك الذين يفتقرون إلى الذكاء العاطفي. وكثيراً ما تُقال هذه العبارة كرد فعل عندما يتفاعل شخص ما بطريقة لم يتوقعها أو يفهمها.
ومع ذلك، فإن هذه العبارة قد تكون مؤذية للغاية. فهي تبطل مشاعر الطرف الآخر وتشير إلى أن استجابته العاطفية هي المشكلة، وليس السلوك الذي تسبب فيها.
في الواقع، لدى كل شخص حدود عاطفية مختلفة، وما قد يبدو وكأنه رد فعل مبالغ فيه لشخص ما قد يكون استجابة معقولة تمامًا لشخص آخر.
بدلاً من وصف شخص ما بأنه "حساس للغاية"، من المهم احترام مشاعره ومحاولة فهم وجهة نظره. كل هذا جزء من الذكاء العاطفي.
5) "تجاوز الأمر"
إن إخبار شخص ما "بتجاوز الأمر" عندما يكون منزعجًا هو علامة كلاسيكية أخرى على الافتقار إلى الذكاء العاطفي. هذه العبارة غير مهمة وتُظهر الافتقار إلى التعاطف.
بدلاً من الاعتراف بمشاعر الشخص الآخر وتقديم الدعم، فإنه يتجاهل عواطفه ويقترح عليه المضي قدمًا، بغض النظر عن مدى خطورة تأثير الموقف عليه.
لكل شخص سرعته الخاصة في التعامل مع الضائقة العاطفية. وليس من حقنا أن نحدد الجدول الزمني لعملية شفاء شخص آخر. والنهج الأكثر ذكاءً عاطفياً هو تقديم الدعم والتفهم، والسماح للشخص بمعالجة مشاعره في الوقت المناسب.
6) "أنا لا أحتاج إلى أحد"
غالبًا ما تكون عبارة "لا أحتاج إلى أحد" آلية دفاع يستخدمها أولئك الذين يفتقرون إلى الذكاء العاطفي. إنها طريقة لتأكيد الاستقلال، ولكنها قد تنقل أيضًا شعورًا بالعزلة وعدم الرغبة في التواصل على المستوى العاطفي.
نحن جميعًا بحاجة إلى التواصل الإنساني، سواء اعترفنا بذلك أم لا. لا يوجد إنسان يعيش في جزيرة منعزلة. نحن ننمو ونزدهر من خلال الخبرات المشتركة والحب والصداقة والتفاهم المتبادل الذي ينشأ عن العلاقات الهادفة.
إذا وجدت نفسك تؤكد استقلاليتك باستمرار إلى حد الاغتراب، فقد يكون من المفيد استكشاف سبب ذلك.
7) "أنا بخير"
"أنا بخير" عبارة نستخدمها كثيرًا، وخاصة عندما لا نكون بخير على الإطلاق. إنها وسيلة سهلة للهروب عندما لا ترغب في الخوض في ما يحدث حقًا.
ومع ذلك، فإن تكرار عبارة "أنا بخير" عندما لا تكون بخير قد يخلق حاجزًا بينك وبين الآخرين. وقد يمنعك ذلك من التعبير عن مشاعرك بصدق، مما يؤدي إلى مشاعر مكبوتة وسوء فهم محتمل.
من الطبيعي تمامًا أن نعترف بأننا لسنا بخير، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى بناء علاقات أقوى وأكثر أهمية مع من حولنا.
8) "أنا دائما على حق"
قد يبدو الاعتقاد بأنني دائمًا على حق والتصريح بذلك بمثابة إظهار للثقة أو التأكيد على الذات، إلا أنه قد يشير في كثير من الأحيان إلى نقص الذكاء العاطفي.
لا أحد على حق في كل الأوقات، والإصرار على أنك على حق قد يُنظر إليك على أنك متغطرس ومتجاهل لآراء الآخرين. وقد يؤدي ذلك إلى إعاقة التواصل المفتوح وعرقلة النمو الشخصي.
الحقيقة هي أن الخطأ ليس ضعفًا، بل هو فرصة للتعلم والنمو. إن قبول حقيقة أننا لا نملك كل الإجابات والانفتاح على وجهات نظر أخرى هو جانب أساسي من جوانب الذكاء العاطفي.
9) "أنت دائمًا..." أو "أنت لا تفعل..."
كثيراً ما يستخدم الأشخاص الذين يعانون من انخفاض الذكاء العاطفي عبارات مثل "أنت دائمًا..." أو "أنت لا تفعل..."؛ وقد تكون هذه العبارات المطلقة ضارة لأنها تعمم سلوك الشخص، وتتجاهل حقيقة مفادها أن الناس قادرون على التغيير والنمو.
علاوة على ذلك، فإن هذه العبارات غالبا ما تؤدي إلى الدفاعية والصراع بدلا من المحادثات البناءة.
يتضمن الذكاء العاطفي إدراك تعقيد وتقلب السلوك البشري. وبدلاً من اللجوء إلى هذه العبارات المطلقة، حاول معالجة حالات أو سلوكيات محددة تهمك. وهذا يشجع على الحوار المفتوح والتفاهم، بدلاً من الاتهامات والدفاعية.
10) "مهما كان"
قد تبدو كلمة "مهما كان" غير ضارة، ولكن عند استخدامها في سياقات معينة، فقد تشير إلى الافتقار إلى الذكاء العاطفي. قد تنقل هذه الكلمة المفردة عدم الاهتمام أو التجاهل أو حتى الازدراء.
إن استخدام كلمة "مهما كان" لإنهاء مناقشة أو للرد على مشاعر شخص ما أو مخاوفه قد يكون مؤذياً. فهو يرسل رسالة مفادها أنك لا تقدر أفكار أو مشاعر الشخص الآخر.
إن حجر الأساس للذكاء العاطفي هو احترام مشاعر الآخرين ووجهات نظرهم. حتى لو كنت لا تتفق مع شخص ما، فمن المهم أن تعبر عن اختلافك معه بطريقة محترمة ومتفهمة. تذكر أن كل تفاعل هو فرصة لإظهار الذكاء العاطفي.