الصرامة مع الأطفال

صورة فريق أحلى حياة
الصرامة مع الأطفال

يشكل موضوع طريقة التعامل في تربية الأطفال جدلا واسعا في الأوساط التعليمية والأكاديمية وعند علماء النفس، خاصة فيما يتعلق بالصرامة التي يلجأ إليها الكثير من الآباء لتعزير أبناءهم وفي محاولة لإخضاعهم، فهل تعتبر الصرامة الطريقة المناسبة التي تجعل من الإبن ولدا باراً أم العكس؟

في الحقيقة هناك نوعين من الأولياء، النوع الأول يتمثل في العائلة المتساهلة، والتي تتساهل كثيرا مع أبناءها ولا تفرض عليهم شيئا لدرجة أنهم قد يفعلون ما يحلو لهم من دون أي شروط ولا قيود، طريقة لها إيجابيتها وسلبياتها فقد تكون حسنة باعتبار أنها تسمح للأطفال بالنمو في وسط هادئ، لكن هذا من شأنه أيضا أن يولد فراغا عاطفيا لدى الأبناء خاصة إذا أحسوا أنهم مهملين ولا توجد سلطة عليهم. 

أما النوع الثاني فيتمثل من دون شك في العائلة الصارمة جدا، والتي لا تتساهل مع أبناءها بحيث قد تشبه طريقة تربيتها لأولادها بطريقة النظام العسكري الصارم، ومن آثار انتهاج الصرامة مع الأطفال ظهور انعكاسات نفسية خطيرة واللجوء لعادات اجتماعية سيئة، كالكذب مثلا باعتبار أن الصرامة تولد الخوف عند الطفل، كما قد تجعلهم عنيفين ومتسلطين على الغير، وهذه دلالة واضحة على أن الإنسان نتاج بيئته فهو يتأثر بمحيطه وبالنهج الذي تربى عليه، وبالتالي يكون شخصية عنيفة ومتسلطة كالتي استعملها معه والديه.

و بناءا على ما سبق، يمكن القول أن كلا الأسلوبين المجردين، المتساهل والصارم، خاطئين، فالتساهل قد يؤدي للإهمال أما الصرامة فتؤدي لخلق عقد نفسية وترسيخ الكذب والعنف لدى الطفل، وعليه تعتبر الوسطية أفضل وسيلة وطريقة للتعامل مع الأطفال.