سنة أولى أمومة .. ج2
تعتبر الرضاعة الطبيعية من الأمور الحيوية الهامة جدا للطفل وخصوصا في الشهور الأولى، فإلى جانب أنها أفضل الطرق للتغذية، فإن لبن الأم يعد بحد ذاته دواء طبيعيا لأية متاعب قد يتعرض لها الطفل.. فهو خالي الدسم إذا ما قورن بالألبان الحيوانية أو الصناعية، وسريع الهضم، ويحتوي على كافة المضادات الحيوية، وبالتالي يحمي الطفل من الإصابة بالأمراض، وفي نفس الوقت لا يعرضه للمعاناة من التلبك المعوي.
لهذا كله فإن إرضاع الطفل من ثدي الأم عقب الولادة مباشرة يعد من الأمور الضرورية لتمتع الطفل بصحة جيدة دائمة، وعلى الأم دائما أن تقرب طفلها من ثديها عند الإرضاع، وتجعل رأسه عالية عن جسده، وتتأكد من أن طفلها يمسك بالحلمة مع المنطقة المحيطة بها "الهالة البنية"، فهذه المنطقة بها العديد من الغدد اللبنية، وعند ضغط الطفل عليها بفمه، يسهل إدرار الحليب.
ويجب أن تراعي الأم وتتأكد عند إرضاع طفلها أنه يتنفس جيدا، وذلك بالضغط على ثديها للداخل، حتى يكون أنف الطفل غير ملتصق به للقيام بالتنفس الطبيعي.. ومن الخطأ كل الخطأ إعطاء الطفل في شهوره الأولى بعض المشروبات المحلاه بالسكر مثل الكراوية واليانسون، حيث قد يعتاد الطفل عليها، ويترك حليب الأم، وبالتالي قد يعاني الكثير من المتاعب.
وهناك بعض المتاعب والآلام التي قد تعاني منها الأم أثناء إرضاع طفلها، ومن أبرزها إصابة الأم بما يسمى تشققات الحلمة أو بإلتهابات الثدي، ولهذا يجب التنبيه على الأمهات خلال فترة الحمل بالوقاية من ذلك، حيث أنهن أثناء الحمل قد يعانين من نزول إفرازات من الثدي، وإذا لم يتم الاهتمام بالتخلص من هذه الإفرازات بالنظافة الشخصية الدائمة، فإنها سرعان ما تجف، وتترك قشرة فوق الحلمة، وبالتالي عند الوضع وإرضاع الطفل تصاب حلمات الثدي بالتشقق، مما يسبب للأم آلام مبرحة، وتصبح عملية الرضاعة أمرا غاية في الصعوبة.
وننصح في مثل هذه الحالات بالمراهم والكريمات الملطفة للقضاء على هذه التشققات. أيضا فإن الأم قد تتعرض للإصابة بالتهابات الغدد اللبنية، وهنا يلزم الأمر العرض على الطبيب الذي قد يصف لها بعض المضادات الحيوية التي لا تعيق عملية الرضاعة، ويفضل أن تقوم الأم بإرضاع طفلها من الثدي السليم إذا كانت تعاني من إلتهابات في الغدد اللبنية في الثدي الآخر.
د. رامي شهاب الدين