الأطفال وانفصال الوالدين
تعتبر الأسرة هي العمود الذي يبنى عليه المجتمع، بل هي المجتمع المصغر الذي ينمو ليخلق المجتمع المحيط. فعندما يكون الأساس سليم البنية تكون البنية قوية ولا يمكن هدمها. ولكن ماذا إذا كان الأساس مجوف ولا يتحمل هبوب الريح؟
الأسرة كيان يمر بالعديد من العقبات في طريق البناء الصحيح وهناك أسر تتحمل وتسطيع أن تكمل الطريق من أجل أبنائها والبعض لا يقوم على تحمل وتهدم الأسرة بالطلاق " الذي هو أبغض الحلال"، وربما يكون الطلاق هو الحل الصحيح لبناء الأسرة.
حيث أن الأفضل للأطفال أن يبتعدوا عن المشاكل والصراعات الأسرية ويتربوا في جو أسري هادئ. لكن أحياناً تزداد الأمور سوءاً بانفصال الزوجين ويتشتت الأطفال ما بين الابوين.
فالأطفال هم الضحية لهذا الانفصال ويتحملون نتيجة أنانية أبويهما في اتخاذ قرار الانفصال دون التفكير في مستقبل أبنائهم. وتختلف تأثيرات الانفصال على الطفل باختلاف عمره،فإذا كان طفلا رضيعا فإنه يرتبط بأمه أكثر ويتأقلم على عدم وجود الأب ويكبر دون وجود احتياج قوي للأب. ولكن إذا كان الطفل في عمر سنتين أو ثلاث سنوات فإن الانفصال يؤثر على صحته بالسلب وأيضا على حالته النفسية ويزيد من انطوائه في المستقبل وخوفه من التعامل مع المجتمع المحيط.
أما إذا كان الطفل بعمر خمس سنوات فما أكبر، هنا يختلف الأمر تماماً. إذ يكون الطفل مدركا لما يحدث حوله من خلافات ومشاكل بين الأب والأم. وبعد الانفصال يميل الطفل أكثر للطرف الذي يعيش معه ويشعر بالثقة به اكثر من الطرف الآخر حيث أنه يتعامل مع الطرف الآخر بحذر شديد وربما بتجاهل او استنفار.
هنا بعض النصائح للتعامل مع الأطفال بعد الانفصال
- لا يحاول أي من الوالدين التحدث عن الطرف الآخر بأسلوب مسيء
- لا تحاولوا أن تنصبوا بغضبكم من الانفصال على الأطفال، وعدم إهانتهم بأن وجودهم هو سبب كل هذا لأن ذلك يؤثر بالسلب على الاطفال.
- يبقى الاحترام بين الوالدين قائما حتى بعد الانفصال عندما يلتقيا أمام أطفالهم.
- لا يحاول أي من الطرفين الاستفسار عن الطرف الآخر من الاطفال ما دام الطفل لم يخبرك بشيء عن الطرف الآخر.
- لا يحاول أي من الطرفين كسب الاطفال إلى صالحه على حساب الطرف الآخر.
- لا تقدم الوعود لأطفالك بزيارتهم دون أن تنفذ وعدك بذلك تفقد الثقة لديهم يوما بعد يوم.
إذا كانت الظروف قد أجبرت كلا من الزوجين على اتخاذ قرار الانفصال، فيجب أن يجبروا أنفسهم بعد الانفصال في التفكير في مصلحة أبناءهم بشكل أكبر والتفرغ لهم. ربما لا يمكن للأب ان يتفرغ لكن الأم في أغلب الأحيان تحب أن تتفرغ لتربية أولادها دون زواج. حيث أن زواج الأم خاصةً يؤثر كثيرا على الأطفال نفسياً وخاصة إذا كان لديها أولاد ذكور. حيث يشعر الطفل بالغيرة على والدته ويشعر أن رجلا غريبا يشاركه في حب أمه وأخذ مكانة والده.
رجاءً عزيزي الرجل / عزيزتي المرأة
فكروا جيداً قبل أتخاذ أي قرار يمس بمجتمعكم الصغير الذي ربما يخلق في المستقبل دكتور يصنع معجزة في عالم الطب، أو معلمة تربي أجيالا صالحة. حاولوا إصلاح ما يمكن إصلاحه من أجل أبنائكم.