العناية بجلد الطفل
يعتبر الجلد في الأطفال بصفة خاصة من العلامات الهامة، والتي من خلالها يتم تحديد الحالة الصحية العامة للجسم، فضلا عن أن الكثير من الأمراض يتم تشخصيها عن طريق الجلد كإنتشار الطفح الجلدي أو حتى إرتفاع درجة الحرارة.
ويختلف جلد الأطفال وخصوصا حديثي الولادة عن جلد الكبار والبالغين، إذ يتميز جلد الأطفال بأنه أرق بعشرة مرات عن جلد البالغين، كما أنه عرضة للجفاف والحساسيات والتهيجات الجلدية أكثر عما هو الحال لدى البالغين، والمثير أيضا في هذا الشأن أن جلد الأطفال يمتص كمية أكبر من الماء، لكنه يفقده بصورة أسرع أيضا.
ويعتبر الإحمرار الناتج من الحفاضات بمثابة التحدي الأول الذي يواجه الأم في هذا الشأن، وينشأ غالبا نتيجة لضيق الحفاضة، أو تركها على طفلك لمدة طويلة دون استبدالها، مما يسمح لها باختزان كميات كبيرة من السوائل والتي تؤدي إلى بلل الطفل وبالتالي الإصابة بطفح جلدي. وفي مثل هذه الحالات ينبغي على الأم عدم ترك الحفاضة مدة طويلة على طفلها، علاوة على استخدام بعض الدهانات والكريمات الموضعية كأكسيد الزنك.
وطبقا للإحصائيات الطبية فإن طفل من كل 10 أطفال معرض للإصابة ببثور جلدية ذات رؤوس بيضاء خلال الشهر الأول من مولده، وتنشأ هذه البثور نتيجة لتعرض الطفل للهرمونات الأنثوية أثناء وجوده في رحم أمه، ولا داعي للقلق حيال هذه البثور، فكما ظهرت تلقائيا، فإنها تعود لتختفي تلقائيا. وفي حالة عدم اختفائها يتم دهانها ببعض الكريمات الموضعية المحتوية على الكورتيزون، لكن ينبغي الحرص في عدم الإفراط في هذه الكورتيزونات حتى لا تؤدي إلى مشاكل في الكلى.
وتبدأ الإكزيما بالظهور عند الأطفال عادة بعد مرور الأشهر الستة الأولى. حيث تكون نتيجة لعوامل خارجية مسببة ( غالبا نوع معين من الطعام )، حيث ينتشر الطفح الجلدي في مناطق معينة من الجسم، والتي سرعان ما تختفي لتظهر في مناطق جديدة. وهكذا.
ولعلاج حالات الإكزيما لدى الأطفال ينبغي تحديد العامل المسبب، وإبعاد الطفل عنه. ولا مانع من إستخدام بعض الكريمات الموضعية مثل الفيوسيدين أو حتى مضادات الهيستامين كالإريجيل والفينادون شراب، بمعدل 2 سم كل 12 ساعة.
أما عند الاستحمام فلا مانع من استخدام اللوشن والكريمات المرطبة، على أن تكون من الأنواع المخصصة للأطفال. وينبغي الاهتمام جيدا بتجفيف الطفل، وذلك لمنع حدوث التسلخات الجلدية من ناحية، ومنع تكون قشور الشعر من ناحية أخرى.
د. رامي شهاب الدين