سلسلة رمضان: مريض الكلى والصيام
تعد الكلى من أهم أعضاء جسم الإنسان، حيث تنحصر وظيفتها في التخلص من السموم الزائدة في الجسم، وكذلك من المواد الكيماوية ونتاج العمليات الفسيولوجية، علاوة على بعض الإفرازات الهرمونية.
وتنحصر المشكلة التي تواجه مريض الكلى في عدم قدرة الكليتين في الحفاظ على كمية السوائل الثابتة داخل جسمه، وتزداد هذه المشكلة في شهر رمضان حيث الإمتناع عن الطعام والشراب لساعات طوال.
وعموما فإن مرضى الإلتهابات المتكررة بالكلى لا ضرر من صيامهم، مع ضرورة الإلتزام بشرب السوائل وبكثرة عقب الإفطار، والحرص على تعاطي الأدوية التي يصفها الطبيب بإنتظام لمرة واحدة أو مرتين حسب التعليمات، أيضا يجب عليهم عدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة أثناء ساعات الصيام تجنبا لفقدان كمية من الماء على هيئة عرق من أجسامهم، وبالتالي تكون النتيجة قلة إفراز البول، وإعطاء فرصة لتكاثر البكتريا الضارة التي تزيد بدورها من حدة الإلتهابات.
ويجب على مرضى حصوات الكلى الإكثار من شرب السوائل بكميات وفيرة كجزء أساسي من العلاج، وخصوصا قبل النوم وعند تناول وجبة السحور، مع ضرورة عدم الإسراف في تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوى على الأملاح، وتجنب الإفراط في تناول المكسرات، وشرب الشاى والقهوة والمياه الغازية، ولا سيما ذات الألوان الداكنة. كما يفضل تجنب تناول المانجا والفراولة، علاوة على الخضروات الغنية بالحديد كالسبانخ.
أما بشأن مرضى الفشل الكلوي الذين يجرون عمليات الغسيل الكلوي مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا، فيحظر عليهم الصيام نظرا لحاجتهم الدائمة إلى تناول أدوية على مدار اليوم. أما مرضى زراعة الكلى فلامانع من صيامهم ما دامت كفاءة الكلية طبيعية، مع مراعاة تناول الدواء بإنتظام، وشرب السوائل بكثرة.
وعموما ننصح مرضى الكلى بضرورة إستشارة الطبيب المعالج قبل الإقدام على الصيام، فهو وحده القادر على تقييم الحالة، ووضع نظام غذائي خاص أثناء صيام الشهر الكريم، تجنبا لعدم حدوث أية مضاعفات مرضية.