سكري الحمل
للحمل مشكلات كثيرة ومتعددة، لعل أشهرها الإصابة بسكري الحمل، وهو أمر شائع جدا عند الحوامل وخصوصا في حالة الوزن الزائد، ومن المهم جدا الكشف عن وجود سكري الحمل مبكرا، لذا وجب عمل فحص السكر العشوائي بمجرد تلقي نبأ الحمل السار، وفي حالة وجوده، لا بد من اتباع نظام غذائي معين، وقد يتطلب الأمر تناول الإنسولين المخصص للحمل "مكستارد" وفق جرعات محددة يحددها الطبيب المختص.
ولا يوجد سبب علمي محدد يفسر سبب الإصابة بالسكري في فترة الحمل، وإن أرجع العلماء السبب إلى نظريات تتعلق بالوراثة والمحتوى الجيني علاوة على حالات الاختلال الهرموني الذي يصاحب فترة الحمل.. لكن في أغلب الحالات تنتهي تلك الحالة بانتهاء الحمل، ليعود مستوى السكر بالدم إلى معدلاته الطبيعية بعد الولادة بأيام قلائل.
وقد يتبادر إلى أذهاننا سؤال عما إذا كانت تلك الحالة المرضية قد تضر بالجنين أم لا.. وقد أفادت الدراسات أن الحوامل اللاتي يصبن بسكري الحمل، يكون لدى أطفالهم ميل أكثر للإصابة لاحقا بمرض السكر عن الأخرين الذين لم تصب أمهاتهم بالسكري في فترة الحمل.
وغالبا ما يكون الطفل في مثل هذه الحالات "مايكروزومي" أي ذو وزن زائد عن المعدلات الطبيعية، حيث قد يصل وزنه إلى أربعة كيلوجرامات ونصف.. وكثيرا ما يصاحب مثل هذه الحالات ولادة مبكرة، وغالبا ما تكون قبل الأسبوع الـ 37 من الحمل.
ويمثل اختلال كمية السائل الأمينوزي المحيط بالجنين "سواء زيادة أو نقصان" أحد أشهر المشكلات التي تواجه مريضات سكري الحمل، وقد تتطور الأمور إلى الأسوأ فيحدث انفجار مبكر لجيب الماء، مما يستدعي إجراء جراحة قيصرية، وإخراج الطفل كيلا تحدث له أية مشاكل صحية محتملة.
وختاما.. للوقاية ولتلافي أي آثار جانبية محتملة ينبغي عمل فحص دوري لسكري الحمل كل 3 أشهر، وفي حالة ثبوت الإصابة يجب مراعاة الحمية الصحية الخاصة بمرضى السكري، وتناول الأدوية والإنسولين حسب إرشادات الطبيب تبعا لنوع وخطورة السكري المصابة به الحامل.
د. رامي شهاب الدين