إرتبط شهر رمضان في أذهاننا جميعا بأنه شهر النهم الغذائي، وتناول ما لذ وطاب من مشهيات وحلويات ومشروبات، وهذا بالطبع من المفاهيم الخاطئة، فهو فرصة لراحة الجهاز الهضمي للتخلص من السموم والمواد الضارة نتيجة تناول الأطعمة الدسمة والمسبكات والمقليات طوال العام.

ولأن الشهر الكريم يأتي هذا العام في وقت شديد الحرارة، فإن هناك محاذير عديدة علينا أن نضعها في الإعتبار، حتى يكون هناك توازن فيما نفقده من ماء على هيئة عرق، وكيف نعوض ذلك خلال ساعات الإفطار.

في الغالب يلجأ الكثير منا في الأيام العادية إلى تناول المياه الباردة والمثلجة أو المياه الغازية بأنواعها المختلفة لإطفاء نار الحر والعطش، وتعد هذه العادة من العادات الغذائية السيئة، حيث إنها تؤثر تأثيرا مباشرا على صحة وسلامة الجهاز الهضمي، وخصوصا المعدة.. فما بالنا إذا ما إتبعنا هذه العادة خلال شهر رمضان الذي يأتي في فصل الصيف هذا العام؟

إن تناول السوائل الدافئة على مائدة الإفطار يفيد كثيرا الجهاز الهضمي، كذلك ينبغي تجنب التعرض لأشعة الشمس إبتداء من الساعة العاشرة وحتى الثالثة ظهرا، حتى لا يفقد الجسم كمية من السوائل والأملاح، وتكون النتيجة الإحساس بالعطش والإصابة بالجفاف.

ويتطلب هذا الأمر عند الإفطار تناول الشوربة الدافئة على معدة خالية، حيث أنها تنبه جدار المعدة والأمعاء للقيام بعملية الهضم، ويبدأ الجسم بالتالي بالتأقلم على فقدان الحرارة. وعلاوة على ذلك فإن المشروبات الدافئة تعمل على تنظيم درجة حرارة الجسم الداخلية، وتلطف من درجة حرارته، وذلك عكس ما يعتقده الناس من أن المشروبات الباردة والعصائر هي التي تعمل على خفض حرارة الجسم وترطيبه.

لهذا كله فإن تعويض الجسم عما فقده من السوائل يكون بالعصائر الطازجة، وبكميات معتدلة ومناسبة، مع مراعاة عدم الإسراف في تناولها حفاظا على ثبات الوزن، وعدم الإصابة بالسمنة، حيث أن العصائر بصفة عامة عالية السعرات الحرارية، وخصوصا تلك التي يزداد تركيز السكر والأملاح بها كالمانجو والفراولة.

وعموما لا يستحب تناول المياه الغازية أثناء الإفطار، بل يمكن تناولها بعد الإنتهاء تماما منه، حيث أن هذه المشروبات الغازية تعطي إحساسا زائفا بالشبع والإمتلاء، كما تعمل على تقليل حموضة المعدة.

وخلاصة القول؛ ينبغي تناول كميات معقولة من السوائل الدافئة في الفترة ما بين الإفطار والسحور.