الطفل والتسنين
تحتسب مواعيد ظهور الأسنان اللبنية عند الأطفال وفق معادلة متعارف عليها، حيث تكون عدد الأسنان = ( السن بالشهور – 7 ).. حيث أن مثلا عدد الأسنان عند الطفل في الشهر العاشر من عمره يكون 3 أسنان مثلا.
وأنبه إلى أن موعد ونظام ظهور الأسنان عند الأطفال يختلف من طفل لآخر، فهناك أطفال – وخصوصا ذوي الحجم الكبير – يتأخرون في التسنين إلى ما بعد السنة الأولى، وهناك أيضا عائلات بأكملها تتأخر وراثيا في التسنين.
ولا يجب أن يؤخذ تأخر الأسنان اللبنية على أنه علامة نقص كالسيوم أو فيتامين ( د) لدى الطفل، فنقص هذه المركبات تظهر في صورة تأخر في الجلوس أو الوقوف أو المشي.. مع العلم أن الطفل يجلس عادة ما بين 6-9 شهور، ويقف ما بين 9-12 شهر، ويمشي ما بين 12-18 شهر.
ويلاحظ هنا أن العلم لم يحدد يوما بذاته كبداية لنمو الطفل، بل وضعها في مراحل سنية تمتد شهورا طويلة حتى لا تقلق الأم إذا لم يبدأ ابنها في التسنين حين يصل إلى سن 6 شهور.
ويعرف الجميع أن الاهتمام بالأسنان والعناية بها يتوقف على تنظيفها بفرشاة الأسنان، وكشف دوري كل ستة أشهر عند طبيب الأسنان.. إلا أن من أهم مراحل العناية بالأسنان هي مرحلة تكونها، أي أثناء الحمل، والطفل ما زال جنينا.. لذا يجب أن تهتم الأم وهي في فترة الحمل بتناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين (د)، وكذلك يجب عليها أن تحرص على التعرض اليومي لأشعة الشمس المباشرة في فترة الصباح.
وننبه على الأم في فترة الحمل ألا تتعاطى أي مضاد حيوي إلا للضرورة وتحت إشراف طبي. ويمنع منعا باتا تناول المضاد الحيوي (ترامايسين) ومشتقاته، حيث أشارت الدراسات أنه يضر بتكوين أسنان الجنين ضررا بالغا.
وختاما.. نود أن نشير إلى أن التسنين بريء تماما من أي أعراض مرضية، فمن الأخطاء الشائعة أن تعلل الأم مرض ابنها بالإسهال مثلا أو إرتفاع درجة الحرارة بالتسنين.. لكن يلاحظ فعلا أن كثيرمن الأطفال يصاب بعرض ما، ويختفي هذا العرض بمجرد ظهور إحدى الأسنان، وقد فسر العلماء ذلك بأن التسنين وما يصاحبه من ألم يضعف مناعة الطفل فتسهل إصابته بميكروب، كان يمكن أن يقاومه لو كان في حالته الصحية العادية.
د. رامي شهاب الدين