تربية القطط ومشكلاتها الصحية
انتشرت في الآونة الأخيرة بصورة لافتة ظاهرة تربية الحيوانات الأليفة في المنازل، وتعتبر تربية القطط أكثر الحيوانات انتشارا في بيوتنا ومجتمعاتنا العربية، تلك الكائنات اللطيفة رقيقة الملمس التي تتضمن وداعة ورقة.. لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن هذه الكائنات اللطيفة الرقيقة قد تحمل بين ثناياها أمراض ومشكلات صحية غاية في الخطورة.. لذا سنقوم من خلال السطور التالية بتسليط الضوء على أهم المشكلات الصحية التي قد يتضمنها هذا الأمر.
كثيرا ما تشكو بعض السيدات من حالة من الإجهاض المتكرر، إذ أنها وبعد أسابيع قلائل من بداية الحمل تتعرض لنزيف رحمي دون سابق إنذار ينتهي بالإجهاض، واللافت في الأمر أنها قد تتعرض لهذه التجربة المؤلمة مرات ومرات دون جدوى، لتبدأ رحلة طويلة وشاقة عند الأطباء لبحث هذا الأمر، وإيجاد طريقة تعينها على إكمال حملها والحصول على طفل سليم معافى.
ويعتبر مرض "التوكسوبلازموسيس" أو كما يطلق عليه العامة ( داء القطط ) أحد أشهر الأسباب التي تؤدي إلى الإجهاض المتكرر، وهو مرض ينشأ نتيجة الإصابة بفيروس (التوكسوبلازما) والذي يوجد في أجسام القطط غير المنزلية، أو القطط المنزلية دائما الخروج من المنزل. لذا لا بد من عمل تحليل روتيني في الأسابيع الأولى من الحمل، والذي يهدف إلى معرفة وجود فيروس التوكسوبلازما بالدم من عدمه، وفي حالة وجوده لا بد من أخذ العقار المضاد بسرعة وفي الحال، مع التخلص من أي قطة توجد بالمنزل.
وعموما.. في حالة وجود الميكروب بالدم من عدمه يفضل عدم الاحتفاظ بالقطط بالمنزل في حالة وجود سيدة حامل، وينبغي أن نضع في الاعتبار أن عدم وجود قطة بالمنزل لا يعني أننا بمأمن تام من الإصابة، فالميكروب يوجد بالجو، لكن بتخلصنا من القطة المنزلية يعني تقليل خطورة التعرض للإصابة إلى أدنى احتمالية ممكنة.
وعلى صعيد آخر.. تعتبر القطط من أشهر الحيوانات المنزلية التي تكون ناقلة للأمراض دون أن تظهر عليها بالضرورة أي أعراض للإصابة، مما يشكل خطورة كبيرة على الأطفال وكبار السن نظرا لانخفاض مستويات المناعة لديهم، ويسري ذات الأمر على الأشخاص المصابين بأمراض تؤثر على كفاءة الجهاز المناعي لديهم ولا سيما مرضى السكر والكلى والأنيميا.
وأغلب الأمراض التي تصيب القطط هي معدية للإنسان، منها الطفح الجلدي والفطريات وغيرها.
وختاما.. ننصح دائما في حالة اقتنائك لقطة منزلية بضرورة الاهتمام بنظافتها الشخصية، مع ضرورة التأكد من حصولها على التطعيمات الوقائية الخاصة بها في مواعيدها المقررة.
د. رامي شهاب الدين