طفلي عصبي... لماذا؟

يقول علماء التربية والاجتماع "إن الكبار عندما يصرخون في وجوه الأطفال لا يفعلون أكثر من توجيه الدعوة للطفل لأن يتحدى أكثر، وأن يستمر في السلوك السيء أكثر، وبالتالي ينعكس هذا التصرف على والديه بالتمادي حتى يعرف إلى أي حد يمكن أن يصل الصراع بينه وبين الكبار".

العصبية ظاهرة حساسة ودقيقة تعاني منها الأسر التي يكون لديها طفل "عصبي" ومشكلة الطفل العصبي تكمن في نواحي نفسية ونواحي جسمية، وعلى الوالدين محاولة الوقوقف على الأسباب الكامنة لمعرفة سبل العلاج الممكنة، قبل البدء بأي تصرف ممكن أن تكون نتائجه سلبية.

في البداية لا بد أن ندرك حقيقة وهي أن كل طفل يولد وبداخله القدرة على أن يكون باراً ومطيعاً أو أن يكون أنانياً ومستغلاً ومستبداً، ونحن الأهل وباسلوب تعاملنا مع أطفالنا نعزز لديهم واحد من تلك الجوانب.

وكما يقول علماء التربية والاجتماع "إن الكبار عندما يصرخون في وجوه الأطفال لا يفعلون أكثر من توجيه الدعوة للطفل لأن يتحدى أكثر، وأن يستمر في السلوك السيء أكثر، وبالتالي ينعكس هذا التصرف على والديه بالتمادي حتى يعرف إلى أي حد يمكن أن يصل الصراع بينه وبين الكبار".

ولا بد لنا قبل التفكير بالأسباب النفسية التأكد من خلو أطفالنا من الأسباب الجسمية والتي تسبب العصبية، وممكن اجمالها هنا بمايلي:

1- زيادة أفراز الغدة الدراقية.
2- سوء الهضم والاصابة باللوز والديدان.
3- مرض الصرع.

وعندما نتأكد من سلامة أطفالنا جسمياً علينا أن نراجع أنفسنا ونبحث عن الأسباب النفسية والتي بالأغلب تكون بسبب الأهل "الأم والأب"، وهنا ممكن اجمالها بالتالي:

1- التفريق بين الأبناء الكبار والصغار، الذكور والإناث، المجتهدين وقليلي الاجتهاد.
2- المشاجرة بين الأهل في المنزل، فالصراخ العالي والشتائم أمام الأطفال له مخاطر سلبية كبيرة على تركيبهم النفسية، فيصبحون أكثر قلق وتوتر، ويشعرون بعدم الأمان في البيت.
3- الأب العصبي والأم الغاضبة الثائرة دوماً، يعدون بتصرفاتهم تلك أطفالهم، ففي الحقيقة الأطفال يلاحظون سلوك والديهم ويتصرفون على أساسه.

نستنج من ذلك أن كل الحالات الإنفعالية السلبية والإيجابية هي ناتجة من عملية التأثر بالآباء باعتبارهم مصادر السلطة والقوة والأمان، وعندما يكبر الطفل ينقل هذه الانفعالات والأساليب ويبدأ في تعميمها، ومن هنا فإن التربية الحديثة تؤكد على تربية الآباء قبل تربية الأبناء، وتربية المعلمين قبل التلاميذ الصغار.