أطفالنا والعطلة الصيفية
تنتهي القوانين والجدول الملزم للطفل بانتهاء العام الدراسي، ويستعد الطفل نفسيا وجسديا لوقت طويل من الاسترخاء والاستجمام، تعويضا لمرحلة المدرسة التي ألزمته بجدول دقيق ومُحدد. فهل من الحكمة أن نترك الطفل يهدر وقت فراغه في عطلة الصيف بعدما التزم بالجدول الموضوع وقت الدراسة؟
يعد وقت العطلة الصيفية من أهم الأوقات التي تساعد في بناء شخصية الطفل وتنمية مهاراته بإشراف والديه، ففي أيام المدرسة يكون غائبا معظم الوقت في مدرسته، ثم يعود للبيت ليحل واجباته المدرسية، يقضي وقتا قصيرا مع العائلة ثم ينام. بينما تمتاز العطلة الصيفية بمطاطية الجدول الذي يمكن أن يحدده الوالدان للطفل، فيطور مهاراته دون حصار.
هناك الكثير من النشاطات التي من الممكن أن يقوم بها الطفل مع والديه – أو أحدهما – بسهولة ودون تكلفة مادية، أذكر منها:
1- التعرض للشمس، لأن فيتامين دال يساعد في بناء العظام والمحافظة على صحتها. فقد تكون رحلة للبحر أو العمل في حديقة المنزل، أو حتى لو كانت مباراة كرة قدم، طالما المكان آمن. احذروا في المقابل من التعرض الزائد للشمس لتجنب الإصابات.
2- التلفاز، ذلك الجهاز الذي يعشقه الأطفال، قد نستفيد من الوقت الذي يقضيه الطفل على الجهاز بتوجيهه لبرامج وثائقية، أو تعليمية، أو حتى أفلام أطفال هادفة. فقد تنتهي فترة مشاهدة الطفل بالمناقشة معه حول ما شاهده، لتقوية مهاراته التواصلية الكلامية.
3- الأعمال اليدوية، من الجميل أن يتعلم الطفل كيف يستفيد من النفايات حوله وكيفية إعادة تصنيعها، كالزجاجات البلاستيكية، أو الورق المقوى، أو حتى أوراق الشجر، فيعيد تزيين غرفته بقطع صنعها بيده، أو باب غرفته بلوحة رسمها، أو حتى بمرطبان في المطبخ قام بتلوينه. امدحي طفلك بما يصنعه، فالدعم النفسي دائما مهم للطفل حتى لا تتراجع ثقته بذاته ويتهرب مما يحبطه.
4- كافئي بالفسحة، لتكن الزيارات المطعمية مكافأة للطفل في حال أنجز الكتاب الذي لا بد أن يقرأه، إذ يتم تشجيع الطفل بقراءة الكتاب –هو وبقية إخوته مثلا- ثم تُعقد جلسة للنقاش حول ما قرأه، ثم يُكافأ لالتزامه بالموعد المحدد لإنهاء الكتاب بالذهاب للمطعم أو إلى مكانه المفضل. بهذه الطريقة لا تعود القراءة والثقافة أمرا مملا.
5- الثقافة الروحية، فالعطلة الصيفية لهذه السنة تبتدىء بشهر رمضان الكريم، فلا تنسَي أن تغذي روح طفلك كما تغذي جسده، شجعيه على قراءة القرآن معا ليتعلم القراءة الصحيحة منك، و اصطحبيه أو ليصطحبه والده لصلاة التراويح، فينمو شعور حب المساجد في نفس الطفل وهو صغير.