التشنجات عند الأطفال
" إبني يتشنج يا دكتور ".... عبارة قالتها الأم للطبيب، وهي تظن أنها قدمت إليه التشخيص على طبق من فضة، ويتبقى عليه العلاج فقط.
والواقع أن هناك كثيرا من الأعراض التي قد تصيب الطفل، وقد تختلط على الأم وتسميها تشنجات، فبعض الأمهات يعتقدن أنه عندما يحزق الطفل ويكز على أسنانه فهو فى حالة تشنج.. وهذا خطأ.
والبعض الآخر يسمي تلك النوبة من البكاء الحاد التي قد تصل إلى شهقة في نهايتها يتوقف نفس الطفل على أنها حالة تشنج. وهذا أيضا خطأ، فهو شيء عادي عند الأطفال ويتكرر كثيرا، وينتهي عادة قبل سن الخمس سنوات.
أما التشنجات الحقيقية فهي تلك الحركات الحادة المتكررة السريعة اللاإرادية من أطراف الطفل التي قد تمتد لتشمل كل جسمه، وكثيرا ما يعقبها إغماء.
أما الأسباب فمتعددة، منها ما يحدث عند الإرتفاع الشديد المفاجئ في درجة الحرارة للطفل، وهو ما يسمى بالتشنجات الحرارية، وهذا النوع من التشنجات يختفي عادة قبل سن الخامسة، ولا يترك آثارا سيئة في مخ الطفل.
ولكن هناك أسباب أخرى أكثر خطورة، كالإلتهابات المخية والسحائية والأورام، ويتم تشخيصها عن طريق أشعات وفحوصات معملية تحت إشراف الطبيب.
وللوقاية ينبغي إبعاد الطفل عن الأماكن المزدحمة سيئة التهوية، كما يجب خفض درجة الحرارة سريعا إذا إرتفعت عن طريق الكمادات ومخفضات الحرارة، وخصوصا لو كان الطفل معروفا بالإصابة بالتشنجات الحرارية. ويجب أن تعمل الأم على حماية الطفل من شقاوته المتهورة وما يصاحبها من أي صدمات وخصوصا التي تصيب الرأس.
وختاما لا بد من تحصين الطفل ضد مرض الإلتهاب السحائي عن طريق المطاعيم التي تقدمها وزارة الصحة حتى لا يحدث مالا يحمد عقباه.
د. رامي شهاب الدين