الولادة القيصرية .. أسباب ومشكلات
تعتبر الولادة القيصرية من الأمور التي تم استحداثها لتمثل انفراجة لأزمات موجودة منذ الأزل، ولاسيما في حالات الولادة المتعسرة.. هي نظريا مجرد شق عرضي في منطقة أسفل البطن، لكن عمليا، هي بمثابة الحل السحري لكثير من حالات الولادة التي قد تنتهي بوفاة الجنين أو الأم أو كليهما.
ومن أشهر الحالات التي يوصى فيها بإجراء الولادة القيصرية:
- إنعكاس الوضع الطبيعي للجنين: أي تكون الرأس بالأعلى، في حين وجود المقعدة بالأسفل
- وجود المشيمة "الخلاصة" في الأسفل بحيث تغطي عنق الرحم تماما
- قلة أو كثرة السائل الأمينوسي حول الجنين
- وجود طلق مبكر يصعب السيطرة عليه
- إنفجار جيب الماء المبكر
- حدوث حالة تسمم حمل
- وجود نزيف مهبلي شديد
وقد تكون حالة الحمل مستقرة دون وجود أي مشاكل، وتضع الأم طفلها بولادة قيصرية بناء على رغبتها الشخصية.. وعموما يتم غالبا إجراء الجراحة القيصرية في منتصف الشهر التاسع، تحت تأثير التخدير الكلي أو النصفي، أيهما وفق رؤية الطبيب.
ونود أن نشدد أن جراحة كهذه ينبغي إجراؤها في مجال نظيف معقم، وذلك لتفادي حدوث أي مشكلات صحية.
وقد يتبادر إلى أذهاننا سؤال منطقي: "هل للولادة القيصرية أي تأثير على المولود؟"
لا يوجد أي تأثير مباشر للولادة القيصرية على الطفل.. لكن بطريقة غير مباشرة دعونا نستوضح بعض الأمور.
تفيد الدراسات أن الأمهات الذين يضعون أطفالهم بالولادة القيصرية قد يتأخر نزول الحليب لديهم لفترة قد تصل إلى الأسبوع، وبالتالى يتم إعطاؤهم بدائل مؤقتة كالألبان الصناعية ومشروبات الأعشاب التي قد تصيب الطفل بالمغص والانتفاخ وغيرها من مشاكل الجهاز الهضمي المختلفة، في حين أن الأطفال الذين تمت ولادتهم بصورة طبيعية غالبا ما يبدأون رضاعتهم الطبيعية في الحال.. وفي حالات محدودة قد تؤثر الولادة القيصرية على كمية الحليب الذي يقوم الثدي بإفرازه، مما يستدعي تناول أدوية محفزة لإدرار الحليب.
وختاما.. لا يوجد أي تأثير سلبي مباشر للولادة القيصرية على صحة الطفل، لكن صحة الطفل ذاتها قد تكون متأثرة بعامل ما، وهو الذي أدى إلى اللجوء لخيار الولادة القيصرية.
د. رامي شهاب الدين