باربي وفلة

يحتاج الطفل ذكراً كان أو أنثى إلى اللعب، واللعب بالنسبة إلى الطفل لا يعتبر ضرورة بدنية فحسب، بل هو نوع من التعليم، ويعرف هذا جيداً من زاول مهنة التعليم في رياض الأطفال، بحيث يستوعب الطفل عن طريق الألعاب المجسمة ما لا يستوعبه عن طريق العبارات المنمقة، ومن ذلك الألعاب بصور مجسمة لحيوانات وآدميين، وقد كانت في السابق تصنع الدمى من القماش والصوف، ثم تطورت بسبب تطور الصناعة، فصارت تصنع من البلاستك، وصارت من الدقة بحيث تحاكي الصور الحية.

وأما باربي، فكرتها من العروسة الألمانية الشهيرة بيلد ليلي. شكلت باربي جزءًا مهمًا من سوق عرائس الأزياء لمدة خمسين عامًا. هذا بالإضافة إلى أنها كانت محور العديد من الخلافات والدعاوى القضائية، وكثيرًا ما كان هناك تهكم وسخرية من العروسة وأسلوب حياتها.

إن شعبية باربي تؤكد على أن تأثيرها على لعب الأطفال يجذب قدرًا كبيرًا من الاهتمام. والانتقادات الموجهة إلى باربي تعتمد في أغلب الأحيان على افتراض أن الأطفال يعتبرونها نموذجًا للفتاة المثالية وسيحاولون تقليدها. ووأحد من أشهر الانتقادات الموجهة لـ باربي هو أنها تروج لفكرة غير واقعية عن صورة جسد امرأة في مقتبل العمر، مما يؤدي إلى ظهور احتمالية إصابة الفتيات اللاتي سيحاولن تقليدها بمرض فقدان الشهية.

كما تجدر الإشارة إلى أن كلمة باربي أصبحت تستخدم كمصطلح عامي ازدرائي للإشارة إلى الفتاة أو المرأة السطحية والمهتمة بالمظهر فقط.

ومؤخراً ظهرت شخصية فلة، وهي دمية إسلامية محجبة. نزلت إلى السوق السورية في شهر نوفمبر 2003 وبعد ذلك في المنطقة العربية.

تختلف فلة عن الدمية باربي من حيث الملبس حيث صممت ملابس الدمية فلة لتوافق عادات المنطقة العربية وقيمها الدينية حيث ترتدي فلة الحجاب الإسلامي. وتختلف ملابس فلة من منطقة إلى إخرى حيث تعرض الدمية في الأسواق مرتدية لملابس الفلكلورية السورية أو للعباية في الإمارات العربية المتحدة والخليج أما في مصر فتعرض مرتدية ملابس ملونة تشابه ملابس الفتيات المصريات المحجبات.

أيا كانت، باربي أم فلة، الأهمية تكمن في الصورة المجسدة التي تحاول الفتيات محاكاتها، وبدورنا كآباء علينا دراسة كل شيء قبل تقديمه لأولادنا، لأن الدمى محفز أساسي لعقول الأبناء، والتي يفضل توجيهها نحو الصلاح.