على الرغم من التطور التكنولوجي الذي نحياه على كافة الأصعدة، وعلى الرغم من التقدم الطبي الهائل في شتى المجالات، وعلى الرغم من توافر وسائل الراحة والرفاهية، إلا أن الشكوى من آلام الظهر وحدوث حالات الإنزلاق الغضروفي قد تضاعفت كثيرا عما هو كان شائعا في الماضي.

ويحدث الإنزلاق الغضروفي نتيجة لرفع شيء ثقيل، أو نتيجة الارتطام أثناء الوقوع، أو عند القيام بحركة مفاجئة، أو في حالة ضعف الأربطة والعضلات الناشئة من قلة الحركة والخمول أو كنتيجة للوزن الزائد الذي يعوق الحركة.

وتنبع خطورة الإنزلاق الغضروفي في خروج الجزء الجيلاتيني اللين، مما يسبب إحتكاك مباشر بين الفقرات يؤدي إلى تهييج الأعصاب في تلك المنطقة، مما يسبب ألما شديدا قد يمتد إلى الأطراف.. وفي أسوأ الأحوال قد يؤدي أمر كهذا إلى اضطرابات في عملية الإحساس، أو حتى الإصابة بالشلل المزمن.

ويتم تشخيص الإنزلاق الغضروفي من خلال تحليل شكوى المريض، والذي يليه الكشف والفحص الإكلينيكي بعناية شديدة.. ولتأكيد التشخيص ينبغي إجراء الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي إذا لزم الأمر.

وعلى عكس ما هو شائع ليست كل حالة إنزلاق غضروفي ينبغي علاجها جراحيا، بل إن أغلب الحالات يمكن معالجتها بنجاح من خلال استعمال مواد مزيلة للألم والإلتهاب، مع تجنب حمل الأجسام الثقيلة، وخصوصا عند الإنحناء للأمام أو للأسفل، لكن ينبغي أن نؤكد أن هذه الإستراتيجية العلاجية قد تستغرق وقتاً طويلاً نسبياً.. ويظل خيار العلاج الجراحي قائماً في حالة عدم تحقيق نجاح ملموس باستخدام العلاج الدوائي.

وختاما.. ينبغي إتخاذ بعض الإحتياطات والتدابير بهذا الخصوص، والتي تشمل :

• التوقف عن التدخين، حيث يؤثر سلبا على العمود الفقري عن طريق إحداث هشاشة بالعظام، كذلك ينبغي التركيز على تناول الأطعمة التي تحتوى على الكالسيوم كالجبن والحليب واللبن الرايب.
• من المفيد جدا ممارسة الرياضة الخفيفة من أجل تقوية العضلات التي تحيط بالفقرات، كذلك ينبغي تناول الأطعمة الغنية بفيتامين ( ب ) بهدف تقوية الأعصاب.
• بالنسبة للسيدات الحوامل أثناء فترة الحمل يزيد الوزن، كما يفرز الجسم مزيد من الهرمونات الأنثوية والتي من شأنها أن تعمل على ارتخاء الأحشاء، مما يزيد الحمل على العمود الفقري، مما ينتج عنه حدوث آلام في منطقة أسفل الظهر.. لذا ننصح كل سيدة حامل بتجنب حمل الأشياء الثقيلة كيلا تصاب بحالة من الإنزلاق الغضروفي.