الطلاق وتأثيره على الأسرة
يعتبر موضوع الطلاق جد حساس ومن المواضيع المحرمة في مجتمعاتنا العربية، لكن لو سلطنا الضوء قليلا على هذه الظاهرة التي تنتشر في صمت لوجدنا أنها بصدد تحطيم أسر وأجيال بالكامل، حيث تشير الكثير من الدراسات النفسية أن الطلاق يؤثر على الزوجين معا، ومعهما الأطفال أيضا ومنه تتأثر الأسرة بطبيعة الحال.
فالرجل يتأثر، خلافا لما يعتقده الكثيرون، وهو يرى أسرته التي بنى عليها أحلامه في انهيار، بالإضافة لكل المشاكل المادية التي تتبعها من نفقة ومصاريف إضافية أخرى قد تؤثر حتى على حياته الزوجية الثانية، وخاصة إن كان له أبناء فسيزيد الأمور تعقيدا.
أما المرأة فمعاناتها قد تكون أكثر باعتبار أن الطلاق يجعلها تحمل وصف المرأة المطلقة، و أمام قساوة المجتمع فهذا لن يسبب لها سوى مزيدا من التعاسة والمشاكل المعنوية، ناهيك عن المشاكل المادية التي قد تقع فيها من نقص في الموارد المالية مما قد يدخلها في نفق مظلم من الصعب الخروج منه.
وأما الأطفال فهم يعتبرون بمثابة ضحايا الطلاق، تأثيره يظهر من دون شك في تربيتهم ونمو شخصيتهم، بحيث قد يجعلهم فاقدي الحنان والرعاية اللازمة، مما قد يعرضهم للضياع في الكثير من الأحيان في ظل عدم وجود رقابة وحماية كافية لهم.
و عليه فإن الطلاق مهما كانت أسبابه تبقى عواقبه غير حميدة على الرجل والمرأة و الأبناء معا سواءا من الناحية النفسية أو المادية، أو من حيث ضمان تربية أبناء ذوو شخصية سوية وصالحة.