الالتهاب الرئوي: من الرضع إلى كبار السن
هل تعلم أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للالتهاب الرئوي؟ ومن الممكن أن تنتشر بكتيريا العدوى بسهولة من الجد إلى الأحفاد داخل الأسرة.
في حين أن الأمراض مثل السرطان وأمراض القلب معروفة على نطاق أوسع، فإن عدداً قليلاً جداً من الناس يدركون بأن الالتهاب الرئوي هو أيضا واحدة من أكبر ثلاثة مسببات للوفاة، وهو يمثل ما يصل إلى 16٪ من مجموع الوفيات في عام 2011.
إن معدلات الإصابة بالالتهاب الرئوي في المجتمع في زيادة مطردة ما لم تتخذ تدابير لمنع هذا المرض. فكثير من الناس لا يعرفون أن الالتهاب الرئوي يمكن أن يقضي على حياتهم، ولا يعرفون كيف من الممكن رعاية صحتهم مع تقدمهم في السن.
ما هو الالتهاب الرئوي؟
أحد أكثر الأمراض شيوعا من سلالة الالتهاب الرئوي هو التهاب المكورات الرئوية وهو التهاب في الرئتين تسببها العدوى من بكتيريا المكورات الرئوية. في حين أن بعض الناس قد يخطئ بين الالتهاب الرئوي ونزلات البرد لأنه يسبب أعراض مثل التهاب الحلق، سيلان الأنف، الحمى والسعال، إلا أن التهاب الرئوي له عدة أعراض فريدة من نوعها. وتشمل هذه صعوبة في التنفس، وقشعريرة، ألم في الصدر، الارتباك والهذيان، والتعرق الغزير، وتسارع التنفس والنبض.
يمكن لأي شخص الإصابة بالالتهاب الرئوي ولكن بعض الفئات العمرية أكثر عرضة. الرضع والأطفال والكبار فوق سن 50 عاما هم الأكثر عرضة بسبب ضعف أنظمة المناعة أو أنظمة المناعة غير الناضجة بعد والتي تجعل من الصعب على الجسم طرد العدوى.
كيف يتم علاج الالتهاب الرئوي؟
عندما يكون الشخص مريضاً، غالبا ما يلجأ إلى الطبيب للحصول على وصفة طبية من المضادات الحيوية للانتعاش السريع والعلاج الفوري من الالتهاب الرئوي. والمضادات الحيوية مثل البنسلين عادة ما تكون فعالة. ومع ذلك، فقد أدى الاستخدام المتكرر للمضادات الحيوية إلى ظهور جيش من البكتيريا غير المرئية ذات المقاومة الفائقة.
نتيجة الاستخدام الواسع النطاق للمضادات الحيوية في جميع أنحاء العالم، أصبحت العديد من سلالات المكورات الرئوية في كل من البالغين والأطفال مقاومة للعلاج. ويدعم هذه النتيجة البحث الذي وجد أن 1 من كل 3 من الحالات المبلغ عنها هي مقاومة للمضادات الحيوية. مما يجعل العلاج من الأمراض مثل الالتهاب الرئوي ومرض المكورات الرئوية أكثر تحديا. وبالتالي قد يحتاج المريض فترات أطول في المستشفى مع استخدام علاجات بديلة عالية الكلفة.
وهذا ما ينذر بالخطر بالنسبة لكبار السن وصعوبة إصابتهم بالالتهاب الرئوي مقارنة بنظرائهم الأصغر سنا. ضعف جهاز المناعة لديهم يجعل طرد العدوى تحديا كبيرا مقارنة مع الأفراد الأصغر سناً الذين يتمتعون بالصحة. مدة العلاج الأطول مدعومة بدراسة وجد فيها أن المرضى في عمر 65 فما فوق كانت فترة علاجهم في المستشفى بمعدل 9 أيام، تقريبا ضعف المرضى الأصغر سنا، والذين كانت فترة علاجهم في المستشفى 4 أيام فقط.
يشجع العديد من الأطباء أفراد الأسرة على أن يكونوا يقظين من أي علامات لالتهابات الصدر لأن كبار السن هم أقل احتمالا للابلاغ عن الحمى، القشعريرة والآلام في الصدر والتي يعتبرونها أعراض للانفلونزا العادية. بسبب هذه الأعراض المموهة، فإن الكثيرين يميلون إلى تأجيل طلب المساعدة مما يزيد من تفاقم المرض.
لهذا ،عندما يتعلق الأمر بالالتهاب الرئوي، فإن الوقاية خير من العلاج، وكثيرا ما يمكن تجنب هذا المرض بالتطعيم. بدلا من استخدام المضادات الحيوية والاستجابة فقط عندما تحدث الإصابة بالمرض، يجب أن تعرف الأسر أن أفضل طريقة للعمل على حماية ذويهم من الالتهاب الرئوي، وخاصة أولئك الذين يقعون ضمن الفئات المعرضة لمخاطر عالية، هو التطعيم.
المطاعيم
في حين أن العديد يعرفون المطاعيم لأنها مطلوبة للأطفال والرضع، فإن التوعية من مخاطر زيادة الإصابة بأمراض المكورات الرئوية هي قليلة جداً لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 50 وما فوق. وقد وجدت الأبحاث أيضا أن التطعيم يمكن أن يساعد في الحد من انتشار الالتهاب الرئوي بين الأطفال وكبار السن.
أظهرت دراسة أن تطعيم الأطفال دون سن الثانية يمكن أن يؤثر على انخفاض 40% من فترة العلاج من الالتهاب الرئوي في المستشفى بين عام 1997-2009. وبحلول عام 2009، انخفضت نسبة دخول كبار السن من 85 سنة فما فوق إلى المستشفيات بسبب الالتهاب الرئوي.
اليوم، ومع التقدم في تطوير اللقاحات أصبح هنالك العديد من الحلول الوقائية الأكثر مواتاة ضد مرض الالتهاب الرئوي. ولمعالجة القضايا الحالية المتعلقة بالمطاعيم (اللقاحات)، طور الباحثون تقنية تسمى الاقتران (Conjugation)، وهي خيار ذو مصداقية عالية ضد الأمراض في جميع أنحاء العالم. ولقاح المكورات يعمل على تعزيز الجهاز المناعي ورفع مستويات الأجسام المضادة في الجسم.