كيف نعتني بكبار السن ج3
أفادت الدراسات الطبية الحديثة بأن هنالك أمراضا عضوية يرجع السبب في إصابة الإنسان بها إلى العوامل النفسية وعلى رأسها الإكتئاب والقلق، فالنفس تمرض أولا ثم تنعكس هذه الحالة على أعضاء الجسم، ومن ثم فإن المسنين يحتاجون إلى رعاية ومعاملة خاصة شديدة الدفء والحنان.
فكل مرحلة من مراحل العمر تتسم بما يميزها من سمات ومتطلبات تتناسب معها، ومن تلك المراحل شديدة الأهمية مرحلة الشيخوخة، ففي هذه المرحلة يتسم المسن بسمات إكتمال العقل والنضج والحكمة وكثرة التجارب والحنكة في معالجة الأمور، مما تعد جميعها سمات إيجابية تصاحب مرحلة الشيخوخة.
إلا أنه في مقابل هذا الجانب الإيجابي يوجد الجانب السلبي لهذه المرحلة من العمر، أو الوجه الآخر للعملة، وهو ما يعرف بالسمات أو الصفات السلبية، والتي تتمثل في الضعف والوهن الذي يزحف على أجهزة الجسم المختلفة بسبب زيادة الهدم عن البناء في مختلف أجهزة الجسم، فيظهر الضمور تدريجيا ويتزايد مع مرور الوقت، ليصيب جميع أعضاء وحواس الجسم المختلفة.
ويلاحظ أن حاسة السمع لدى المسن تقل، كما أن بصره يضعف، مثلما هو الحال في حواس اللمس والشم والتذوق، ولأن هذه الحواس هي مداخل الإدارك للبيئة المحيطة، فإن تفاعل المسن مع بيئته يقل تبعا لذلك، بل إن قصور الحواس في أداء وظائفها يؤدي إلى ما يسمى بأخطاء الإدارك، حيث يخطئ المسن في تفهم من حوله وما حوله، نتيجة لقصور حواسه عن الإدراك السليم، أو نتيجة لتكون لديه إدراكات من غير مثيرات خارجية، وهو ما نسميه بالهلاوس، وهذه الهلاوس ليست بالضرورة أن تتواجد في كل مسن.
وفيما يتعلق بالجهاز العصبي للمسن، فإن نشاط هذا الجهاز يضعف تدريجيا وتبطء إستجابته ومنعكاساته العصبية، مما يؤدي إلى إصابته ببطء في التفكير، وخلل بالذاكرة، علاوة على بعض غفوات النوم أثناء ساعات النهار، وبصورة عامة يلاحظ على المسن وجود حالة من نقص مستوى الذكاء، وإنخفاض الأداء العقلي.
وختاما.. من خلال ما سردناه ينبغي أن نعي جيدا أن معاملة المسن على الصعيد النفسي تتوقف على مدى فهمنا لتلك المتغيرات السابقة بشكل يؤهلنا للتعامل معها، فالمسن أصبح ضعيفا يحتاج إلى المساندة من جميع كل من حوله ليشعر بالقوة، لأن شعوره بالضعف يفقده الثقة بالنفس، ويفقده شعوره بالأمان، في حين أن المساندة الإجتماعية تحقق له قوته.