أسئلة محرجة
كيف ولدت يا أماه؟ سؤال سوف تتلقاه كل أم يوما ما من إبنها حين يبدأ في التفكير المنطقي، شأنه شأن أي سؤال يسأله لوالديه على غرار كيف تسير السيارة أو كيف تصنع الطائرة.. في أسئلة السيارة والطيارة نعتبره طفلا ذكي محب للإستطلاع، لكن الحال يتغير عندما يبدأ بالتساؤل عن حقيقة وجوده.. تحمر وجوهنا ونتلعثم في الجواب، ثم نكذب غالبا أو على الأقل نحول دفة الموضوع.
تلك حقائق سوف يعلمها الطفل آجلا أم عاجلا، فليكن مصدرها أنتي أيتها الأم وأنت أيها الأب، فلتقدموا لأبنائكم الحقيقة في إطارها المهذب، وبطريقة تدريجية بدلا من أن يعرفها من مصادر خارجية بطريقة الصدمة التي قد توذيه نفسيا.
لم يعد الأطفال يصدقون أنهم قد جاءوا في حقيبة الطبيب أو أي قصة على هذه الشاكلة، لذا فلنبدأ بالشرح لهم بطريقة مبسطة تناسب سنهم، فنقول مثلا: " أنظر يا ولدي إلى هذه النباتات بالحديقة، لقد بدأت بذرة في الأرض ثم بدأت بالنمو التدريجي، أنت أيضا بدأت كبذرة في بطن أمك، ثم تعهدناها بالرعاية حتى كبرت وخرجت إلى الوجود طفلا"
وفي سن متقدمة أكثر يمكن أن يكون المثل بالقطة الصغيرة التي كانت في بطن القطة الأم، لتنمو ويكتمل نموها ثم تصبح هذه القطة الصغيرة.. كل هذا بالطبع دون شرح الأعضاء التناسلية أو العملية الجنسية، فالطفل لم يسأل والجنس في ذهنه، بل كان منطقيا في سؤاله بريئا في قصده.
وكلما تطور الطفل في التفكير وفي السن، كلما إقتربنا منه أكثر في الشرح حتى يتلقى المعلومة في وضعها الحقيقى بهدوء.
فمن الخطأ أن نخجل من شرح الحقائق لأبنائنا، فهم سيعلمونها بالتأكيد من مصادر شتى - وخصوصا في هذا العصر العجيب – لذا كانت الصراحة والمصارحة حتمية لا بد منها حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.