الفجوة بين الآباء والأبناء
تعتبر العلاقة بين الآباء والأبناء من أعقد العلاقات الإنسانية، ليس لاعتبارات أيدولوجية معينة، لكن لأن طرفي العلاقة بين جيلين مختلفين، فلكل منهما قناعاته الشخصية، ورؤيته المختلفة حتما عن الآخر، فيتحول الأمر وكأنه صراع للهيمنة وفرض الرأي على الآخر. وعندما ينشأ هذا الصراع، فإن هذا يؤدي إلى حدوث فجوة بين الطرفين، والتي قد تتحول لاحقا إلى حالة من الجفاء ما لم يتم تدارك هذا الأمر سريعا.
لذا ينبغي أن يشعر الأبناء بالحب والدعم من الآباء، ويتم هذا من خلال الآتي:
- وفر لأطفالك التشجيع بأحضانك وكلماتك، ولا تفترض أن أطفالك يقدرون كم تحبهم، بل هم يحتاجون أن تخبرهم ذلك دائما.
- ليس من الحقيقة في شيء أن الأطفال يرفضون احتضان آبائهم لهم بمجرد دخولهم في سن المراهقة، إسأل أطفالك عما يرضيهم، واحترم الحدود التي يصنعونها لأنفسهم.
- خصص وقتا لكل طفل من أطفالك على حدى، واعتبر ذلك حدثا يوميا، فمثلا 10 دقائق بعد المدرسة، أو نصف ساعة قبل النوم تكون كافية جدا.. وأحرص أن تبين لهم أن هذا الوقت المخصص للقضاء معهم يعني لك الكثير.
- تحدث مع أطفالك عن أحوال وشؤون الأسرة، واحرص أن تسألهم رأيهم ومشورتهم.
وشيئا فشيئا ستجد أن اختلاف حيثيات الأجيال قد تلاشت، مما يمهد لنوع من الصداقة بين الآباء وأبنائهم، لكن هنا يتبادر إلى الذهن سؤال هام "هل سيكون هذا كافيا ليفضي الطفل بأسراره ومشكلاته الخاصة إلى والديه ؟".. تشير الدراسات الحديثة أن الطفل ذو نفسية هشة نسبيا، مما يجعله كتوما لأسراره الشخصية، خوفا من الإحراج أو السخرية أو حتى العقاب، مما يتوجب على الآباء تنمية ثقة الطفل فيهم، موضحين أنهم ليسوا بالنسبة إليهم مجرد آباء أو حتى أصدقاء، بل ينبغي أن يكونوا لهم بمثابة الناصحين، وللوصول إلى هذه المرحلة، ينبغي عمل الآتي:
- إسأل أطفالك كل يوم عما يفعلونه ويفكرون فيه، وإبدأ بأسئلة بسيطة على غرار: ماذا فعلت اليوم في المدرسة.
- أظهر لأطفالك تقديرك لآرائهم ومعارفهم ومشاعرهم وخبراتهم، وأنصت إلى كل ما يقولونه بصدق.
- كن قريبا من أبنائك أينما ومتى احتاجوا إليك، وإذا لم تكن قادرا على الحديث وقتها، رتب الوقت والمكان للحديث في أقرب فرصة.
- إسأل أطفالك بانتظام عما يعتقدون، وفيم يفكرون، واطرح عليهم أسئلة ليس فيها نبرة تحدي، واستعد لتقبل أفكارهم لأنك لن تكون راضيا عن كل شيء يطرحونه.
- لا تصف اهتمامات طفلك وأفكاره أبدا بأنها "غبية" أو "تافهة" أو "طفولية" أو حتى "خاطئة".. إذ يمكن أن يؤدي رد مثل "ستفهم حين تكبر" إلى فقدان ابنك لثقته فيك، وبالتالي لن يكرر معك حديثه الصريح مهما بذلت من مساع.
يتبع..