علاج العصبية
" أنا عصبي، وشخصيتي عصبية من الأساس " جملة نسمعها من بعض الأشخاص، يبررون فيها عصبيتهم وأقوالهم أو أفعالهم المندفعة، معتقدين بذلك أنهم ينهوون النقاش، وأن عصبيتهم لها ما يبررها، لكن أتت الدراسات الحديثة لتشير وتؤكد أنه ما من شخصية عصبية، صحيح أنه توجد العديد من الأنماط والشخصيات، إلا أن هذه التقسيمات لا يوجد من بينها تصنيف يسمى بالشخصية العصبية.
وفي محاولة للتوضيح أكثر دعونا نؤكد أنه ما من شخص مجرم بالفطرة، كذلك لا يوجد شخص عصبي بالفطرة، فالمجرم أصبح مجرما نظرا لظروف وملابسات محيطة دفعته إلى طريق الإجرام، فكذلك العصبي هو شخص خائف يقوم بإخراج إنفعالات خوفه في صورة عصبية، وسرعان ما يعتاد على هذا السلوك الإنفعالي الذي يريحه نوعا ما، ليفطن بذلك إلى أن ما قام به قد يعد مخرجا لبعض المواقف والظروف، وسرعان ما ينتهج مذهب العصبية في حياته ككل، متعللا بأن شخصيته من النوع العصبي.
وقد ربطت دراسات أخرى مسألة العصبية بحالة عدم وجود الإستقرار الأسري منذ الصغر، فالطفل الذي يولد لأبوين عصبيين أو أسرة غير مستقرة سرعان ما تتطور لديه مسألة العصبية بشكل مبالغ فيه، وعموما فهذا الأمر من ضمن الظروف والملابسات المحيطة التي ترسخ مشاعر العصبية لدى الطفل، لتلازمه لاحقا في جميع مراحل حياته.
ويعد الشعور والإعتراف بوجود المشكلة أحد أهم خطوات العلاج والتعافي من العصبية، ليأتى بعد ذلك دور التحليل النفسي السلوكي، الذي يتضمن جلسات جماعية مع أفراد يعانون من نفس المشكلة، ليبدأ كل منهم بسرد مشكلته وذكر السلبيات التي نجمت عن عصبيته، والخسائر التي تكبدها جراء هذا الأمر، وتعتبر مجموعات الدعم أحد أهم الطرق الفعالة في التغلب على العصبية.
وعلى سياق آخر تلعب بعض الأطعمة دورا هاما في هذا الشأن، إذ ينبغي تقليل الأطعمة التي تحتوى على الصوديوم والبوتاسيوم، نظرا لأنها تقوم بزيادة تحفيز الخلايا العصبية، كذلك ينبغي الإكثار من الأطعمة ذات المحتوى العالي من الكالسيوم نظرا للدور المهدئ الذي يلعبه في تهدئة الخلايا العصبية.. ومن المفارقات الطريفة في هذا الأمر أن عصير الليمون لا يهدئ ولا يريح الأعصاب كما يعتقد الكثيرون، نظرا لإحتوائه على نسبة عالية من الصوديوم.
كذلك ينبغي الحرص على النوم لعدة ساعات منتظمة لا تقل عن 6 – 8 ساعات ليلا، وتناول كوب من الحليب الدافئ قبل النوم بحوالي ساعة ... أيضا لا مانع من ممارسة رياضة الجري أو المشي أو حتى اليوجا، للإسترخاء وتجديد النشاط بإستمرار.
د. رامي شهاب الدين