أسرار في تربية الصغار
يعرف أن السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل هي الأهم في عملية التربية، ولا يجب تأجيلها بعد تلك السنوات أو عندما يصبح الطفل واعياً، فيجب المبادرة من أول يوم يولد فيه الطفل والتعامل معه باهتمام وحذر لأن ما يتلقاه في تلك المرحلة الحساسة ينتقل معه إلى المراحل التالية ويشكل أساساً لشخصيته المستقبلية. واليك هنا سيدتي مجموعة من النصائح تساعدك على توجيه ابنك في تلك المرحلة: • النصيحة الأولى: لا للأمر والنهي يجب أن نتيح لأولادنا مساحة معقولة من الاختيار والتعبير عن مواقفهم الشخصية ولو بشيء من الرفض أحيانا، كما يمكننا محاورتهم لإبداء سبب رفضهم والتعبير عن شخصيتهم, وقد نحتاج إلى أن نقنعهم بالحوار إن لزم الأمر. أحذري سيدتي...إن الطفل الذي يراد أن يتم التحكم به سرعان ما ينتقل هذا التحكم من يد الوالدين ليقع في يد رفقة سيئة تحركه كيف تشاء وينصاع هو من دون أدنى مقاومة. • النصيحة الثانية: التوقع الإيجابي لا تتوقعي دوما السلوك الإيجابي من ولدك... فكثيرا ما تصدر ممارسات غير مرغوب فيها من قبل الصغار ليست رغبة منهم في ذلك السلوك ولكن لعدم معرفتهم بالسلوك المرغوب فيه. مثال: بدلاً من قولك "يجب أن تنام مبكرا" أو "يجب أن لا تتأخر عن الصلاة"، يمكن القول "أتوقع أن تنام هذه الليلة الساعة الثامنة" "أتوقع أن تخرج للصلاة قبل إخوتك". • النصيحة الثالثة: خاطب الطفل بما يحب في إطار توجيه الطفل كثيراً ما نحذره من الفشل والإخفاق والخطاء فنقول على سبيل المثال " لا تكن مشاغباً"، "لا أريد أن يسخر منك الجيران" فالطفل يحب أن يخاطب بما يحب لا بما لا يحب فهو يحب أن يكو ن مؤدباً ويحب أن يثني عليه الناس ولا يحب أن يكون مشاغباً ولا أن يسخر منه الناس, ولذلك يمكننا أن نستبدل تلك العبارات بالعبارات التالية: "كن مؤدباً" "أريد أن يثني عليك الجيران". • النصيحة الرابعة: أنا أنا ولست غيري كثيراً ما يقارن بعض الآباء طفلهم بغيره سواء من إخوته أو من أبناء الجيران والأقارب وغيرهم, فما أن يمارس سلوكاً يقال له لماذا لا تكن كالطفل فلان يفعل كذا ويترك كذا ويهتم بهذا، وبهذه اللحظة تجتاح الطفل رغمة عارمة بان يصرخ بصوت مرتفه ويقول (أنا أنا ولست غيري!!). • النصيحة الخامسة: شارك طفلك اللعب يستمتع الأطفال باللعب مع والديهم وهذا حق شرعي لهم، كذلك اللعب يصنع مواقف مشابهة لمواقف الحياة الحقيقية كالبيع والشراء والصلة والاحترام ومن ثم نمارس السلوكيات الإيجابية معهم أثناء اللعب فنرفض الغش والكذب ونمارس الصدق والعدل والأمانة ونعززها دون الحاجة للوعظ والتذكير والنصح المباشر. *ملاحظة: هذا النوع من التربية إيجابي فالطفل في عالم اللعب يكتسب قيماً ومهارات لا يكتسبها بالوعظ والنصح المباشر كما أنها ترسخ في العقل اللاواعي. • النصيحة السادسة: العقاب الفعال لكي يكون العقاب الحسي للأبناء فعالاً فيجب أن تتوافر فيه الضوابط الآتية: 1- يتم الاتفاق سلفا بين الطفل ووالديه على السلوكيات التي تستحق العقاب. 2- يتم الاتفاق المسبق بين الوالدين والطفل على نوع العقاب. 3- يكون العقاب فوري بعد ممارسة السلوك الخاطئ ولا يتم تأجيله. 4- يؤكد أثناء العقاب على نوع المخالفة ويطلب الوالدان من الطفل الاعتذار. 5- يحذر الوالدين من الإفراط في العقاب الحسي بل يكون نادراً.