خطأ سببه أخطاء

صورة فريق أحلى حياة
خطأ سببه أخطاء

غريزة المص هي أقوى الغرائز عند الرضيع، وبدون هذه الغريزة لن يستطيع أن يعيش، فكل غذائه في شهوره الأولى يكون عن طريق المص، وكتطور غير طبيعي ونتيجة لبعض الأخطاء تتولد ظاهره خاطئة، وهي مص الإبهام.. وهو خطأ سببه أخطاء على النحو التالى:

الخطأ الأول.. الإرضاع بالبزازة: فالطفل عندما يرضع فإنه يحاول إشباع غريزتين، هما غريزة الإمتصاص وغريزة الجوع، وهو حين يتناول البزازة وينتهي منها تبعدها الأم عن فمه حتى لا يمتص الهواء ويصاب بالمغص، وعادة يكون قد شبع تماما، لكن هل أشبع غريزة المص لديه؟ بالتأكيد لا، والواقع أن الطفل يحتاج إلى إشباع هذه الغريزة حتى بعد أن ينتهي جوعه.

لذا تبدأ عادة مص الإبهام عند الطفل المولع بالإمتصاص بالصدفة المحضة، فالطفل يحرك يديه تجاه وجهه، فإذا بقبضة يده أو أصبع الإبهام تلاقى شفتيه فيمصه، ويجد في هذا المص شيئا يبعث فيه الشعور بالراحة، ليستمر على هذه العادة السارة المريحة.

والحل في هذه الحالة يتلخص في أن تترك الأم طفلها يمتص ثديها حتى يكتفي، أما إذا كان يستخدم اللهاية فيجب أن تضيق ثقوب الحلمة حتى تطول مدة الرضاعة إلى 20-30 دقيقة، ولا مانع من الحلمة الكاوتشوك، وبهذه الطريقة يقل امتصاص الطفل لإبهامه حتى يتلاشى تماما.

الخطأ الثاني.. التوتر والتوبيخ: أغلب الأمهات عندما ترصد ظاهرة مص الإبهام في طفلها فإنها تقوم بضربه وتوبيخه، بالإضافة إلى بعض الأفعال الغريبة كأن تدهن أصبعه بالصبر – وكان من أولى أن تتذرع هي بالصبر- أو قد تلف أصبعه بشريط لاصق، وغير ذلك من الوسائل التي لا تفلح إلا في تحويل اهتمام الطفل نحو موضوع كان بالنسبة له تافها، ولو ترك على حاله لكان تم نسيانه من تلقاء نفسه، وتتوتر أعصاب الطفل، وينتابه شعور بالالم والقلق فيزيد من إمتصاصه لأصبعه، ويدور الموضوع في حلقة مفرغة.

الخطأ الثالث.. العامل النفسي: عندما ينتاب الطفل القلق حيال أمر ما، كولادة أخ جديد، أو ذهابه للمدرسة لأول مرة، هنا يرجع الطفل بذاكرته إلى أيام الرضاعة إلى حين كان يرقد في حضن أمه وتناوله ما يمتصه من غذاء، وسرعان ما يضع إصبعه في فمه، ويحلق في أجواء خياله، محاولا ترك الواقع القاسي من وجهة نظرة، والحياة في أيام زمن سعيد، ويجب في تلك الحالة أن تبحث الأم عن أسباب قلق طفلها وكراهيته للواقع، وفي نفس الوقت يجب عليها أن تشغل وقت فراغه، وألا تعطيه الفرصة كي يفكر في مص إبهامه، حتى تزول الأسباب على مهل وليس دفعة واحدة.