ناقوس الخطر ما زال يدق
يطالعنا العلم كل يوم بكل ماهو جديد وفريد من المخترعات والمنجزات الحديثة، ولا يمكننا إنكار أن مثل هذه الأمور تؤدي إلى نقلة نوعية تقدمية في حياة الإنسان بوجه عام، لكنها مثل أي أمر آخر، قد تنطوي على بعض السلبيات التي لا يمكن التغاضي عنها.
وفي العقد الأخير من القرن العشرين ظهر لأول مرة الهاتف المحمول، والذي أثرى الحياة الإجتماعية بشكل مذهل، حيث أصبح التواصل بين الأفراد يتم عن طريق ضغطة زر، أيا كان موقعهم أو حتى ظروفهم. ولم ينتهي هذا العقد المجنون المليء بالمنجزات والاختراعات، إلا وأصبح الإنترنت بكل منزل في صورة شبكات الواي فاي wifi، ولم يعد أستخدامه قاصرا على فئة معينة فحسب.
وكعادة أي ظاهرة جديدة، فقد تصدى لها العلماء بالدراسة والتحليل، وسرعان ما ظهرت الإيجابيات والسلبيات، فقد لوحظ أن هذه المنجزات السابق ذكرها، تعتمد على الموجات الكهرومغناطيسية كديناميكية تشغيل أساسية، والتي تتكون في الأساس من نبضات كهربية علاوة على مجال مغناطيسي متردد، كل هذه الأشياء تخلق نوع من الذبذبات التي قد تحدث ضررا بالخلايا الحية.
ولم يتوان الخبراء عن ذكر هذه الحقائق المفزعة ونشرها للعامة، وبدأت المنظمات الحقوقية إلى جانب الهيئات والمؤسسات الطبية في حملات التوعية، لتوضيح تلك الآثار السلبية التي تنشأ نتيجة للإستخدام، فضلا عن محاولة إيجاد طرق بديلة لتجنب أي مشكلات صحية قد تنشأ.
وبالرغم من ذلك انتشرت الهواتف المحمولة، وتنوعت صورها ما بين أجهزة لوحية "تابليت" وآي باد وما إلى ذلك، كذلك انتشرت شبكات الواي فاي بصورة مخيفة، وفي نفس الوقت ظهرت بعض المشكلات الصحية التي تنبأ بها الخبراء بالقطاع الصحي مثل الصداع المزمن، الخمول، مشاكل الرؤية. . إلخ.
وفي نفس الوقت ظهرت بعض الأبحاث التي ربطت بين الأورام السرطانية والإفراط المفرط في إستخدام الإلكترونيات، ونتيجة لذلك توقع الخبراء إنتهاء موجه الإلكترونيات التي ظهرت فجأة دون مقدمات، لكن ما حدث هو العكس تماما، فقد أصبح معدل الإستخدام في تزايد، وظهرت الأعراض المرضية بشكل أوضح وأشد عما في السابق.
كل ذلك قابله سلبية عجيبة لا تصدق من الناس، وكأنهم ارتضوا بكل هذه السلبيات المدمرة مقابل استخدامهم للإلكترونيات التي أدمنوها وأدمنوا إستخدامها، متناسيين بأن ناقوس الخطر ما زال يدق.
وختاما... لا يمكننا إنكار أن هذه المنجزات الحديثة لا غنى عنها، لكن في نفس الوقت لا بد من إيجاد حلول بديلة وذكية، للتغلب على هذه السلبيات حتى لا تتفاقم الأمور، ويحدث ما لا يحمد عقباه.
د.رامي شهاب الدين