لجأ الأطباء قبل عقود إلى علاج مفاصل مرضاهم بسحب الدم من أجسامهم، أما الأن فقد ظهرت حديثا طريقة جديدة سماها الخبراء بـ"العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح الدموية"، والتي تشتمل على حقن جزء من الدم نحو المفصل المتضرر للمريض، ولقد وصفت هذه الطريقة فيما بعد بأنها تشبه تماما الحجامة المعكوسة، ومن هذا المنطلق ظهر الإسم لأول مرة.

ولقد تم إستخدام هذه الطريقة على نطاق واسع في دول أوروبا وأمريكا لعلاج المفاصل المتضررة، التي تنتج عن تلف الأوتار وإلتهابها، حيث تستخدم هذه الطريقة كبديل للجراحة في بعض الحالات، أو كوسيلة مساعدة لتسريع عملية الشفاء في حالات أخرى، وعموما حتى الآن فإن الأبحاث حول إستخدام هذه الطريقة إنصبت على الأوتار، إلا أن مشكلات العظام والعضلات ربما يمكن علاجها بهذه الطريقة كذلك، مع ضمان نسبة شفاء عالية.

والبلازما هي الجزء السائل من الدم الذي تسبح فيه كرات الدم البيضاء والحمراء علاوة على الأملاح والمركبات الأخرى، وتتكون بنسبة كبيرة من الماء، وحين تزال منها كرات الدم الحمراء يميل لونها إلى الأصفر.

أما الصفائح الدموية فهي من بين المركبات العالقة في البلازما، ومهمتها الرئيسية هي مساعدة الدم على التخثر في حالة حدوث جرح أو ضرر بأحد الأوعية الدموية، إلا أن الصفائح الدموية تعجل أيضا من الشفاء بإفرازها لعوامل النمو، التي تحفز الخلايا على النمو والتكاثر.

ويتم تطبيق تقنية العلاج عن طريق سحب الدم أولا بحجم يتراوح بين 30 – 60 مللي، أي نحو مايعادل 2 – 4 ملاعق أكل، ثم يوضع الدم في آلة دوارة تسمى بآلة الطرد المركزي، والتي تهدف إلى فصل عناصر ومكونات الدم.. ومن خلال هذه الآلة يتم فصل عدة ملليلترات ( نحو مايقارب 2 ملعقة صغيرة ) من البلازما الغنية بالصفائح الدموية، والتي يزيد فيها تركيز الصفائح حوالي 3 – 10 مرات عن تركيز البلازما بالدم في الحالة العادية.

بعد ذلك ينبغي تصوير المنطقة المصابة المطلوبة بالموجات فوق الصوتية"السونار" وذلك كي يتم تحديد موقع إبرة الحقن، ليتم بعد ذلك تخدير هذا الموضع بمخدر موضعي.. وأخيرا يقوم الطبيب بحقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية ببطء.

ومن المعروف أن أنسجة الأوتار تتسم بمعدل بطيء بالنسبة لعملية التمثيل الغذائي، وهو الأمر الذي يجعلها بطيئة الشفاء، ومن الناحية النظرية فإن حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية يمكنها أن تعوض هذا الأمر الطبيعي، وبذلك يتم توظيف قدرات الدم الشفائية.