كيف نعتني بكبار السن ج 2
عند الوصول إلى مرحلة الشيخوخة، فإن تغيرات فسيولوجية عديدة يمر بها الإنسان، وتشمل هذه التغيرات جميع أجهزة الجسم المختلفة، فعند بلوع الشيخوخة يضعف البصر بعد سن الأربعين، حيث تقل قدرة عدسة العين على التكيف للرؤية القريبة، ومن ثم يحتاج الإنسان إلى عدسة مكبرة أو نظارة طبية، أما عند بلوغه سن الخمسين وما بعدها، يصاب بقلة شفافية عدسة العين، وهو ما يسمى بمرض المياه البيضاء أو " الكاتاركت "، والتي قد تتفاقم أعراضها وتزداد سوءا إذا ما أصيب الإنسان بمرض السكر.. وعموما ينبغي في تلك المرحلة السنية قياس حدة البصر بصفة دورية سنوية، واللجوء إلى الإستشارة الطبية في حالة ظهور أي أعراض تؤثر على الإبصار والعين بشكل عام.
أيضا فإن الجهاز العصبي الذي يلعب دورا كبيرا في حياة الإنسان بإعتباره مسؤولا عن الذاكرة والكلام والتوافق العضلي والتفكير فإنه يتأثر بتقدم العمر، ومن عجائب الخالق سبحانه وتعالى أن كبار السن دائما ما يتذكرون ماضيهم البعيد منذ أيام الطفولة والصبا، في حين أن ذكرياتهم الحديثة تصبح في طي النسيان.. ثم إن الجهاز الحركي للمسن يصاب بالوهن والضعف بسبب قلة مرونة المفاصل والعضلات، والذي قد يؤدي بدوره في النهاية إلى إصابة المسن في الغضاريف التي تؤثر في الحركة، ويرجع ذلك لنقص كمية الكالسيوم بعظام المسن، وبالتالي تقل صلابتها وتصبح عرضة للإصابة بالهشاشة.. وفي مثل هذه الحالات ينبغي الحرص على تناول أقراص الكالسيوم والحديد بإنتظام للوقاية من أي مشكلات محتملة تتعلق بهذا الشأن.
أما بخصوص الجهاز الهضمي فإن المسن تقل لديه الرغبة في الطعام، وتنقص لديه الشهية، كما تنقص لديه القدرة على هضم المواد الدسمة، لذا ينبغي الحرص على تناول وجبات صغيرة قليلة الدهون على أن تكون غنية بالعناصر الغذائية اللازمة.
وعلى صعيد آخر فإن قلب المسن وجهازه الدوري يتأثران بصفة عامة، إذ تصاب عضلة القلب بالضعف نظرا لقلة حركته مما يؤدي به للإصابة بمرض تصلب الشرايين، والذي بدوره يؤدي إلى إرتفاع ضغط الدم، مما يسبب قصور بالدورة التاجية، وفي النهاية إمكانية حدوث جلطة في داخل الشرايين سواء بالمخ أو القلب.. لذا ولتفادي مثل هذه الأمور ينبغي الحرص على تناول طعام صحي منخفض الملح والدهون، مع المتابعة الدورية لقياس ضغط الدم.