خصائص الأطفال

إن مرحلة الطفولة تعتبر أهم مرحلة في حياة الإنسان؛ ففيها بداية التشكيل والتكوين، وعليها سيكون الإنسان بعد ذلك، فجميع الأمراض النفسية تقريباً تنشأ نتيجة لسوء فهم طبيعة هذه المرحلة ومتطلباتها.
وهنا سنطرح مجموعة من خصائص الأطفال حتى نفهمهم ونحاول التحكم بتصرفاتنا أثناء التعامل معهم.
لكن بالبداية لا بد الإشارة إلى ان الطفل حتى 6 سنوات لا يميز بين الصواب والخطأ؛ ولا بد أن نتعامل معه على أنه طفل غير مدرِك، وأن ما يفعله طبيعي في هذه المرحلة، فعلينا فقط أن نرشد ونهذب هذه الصفة.

1 – كثرة الحركة وعدم الاستقرار:

فالطفل يتحرك كثيرًا، ولا يجلس في مكان واحد لفترة طويلة، لكن هناك بعض الأشياء التي تساعد في تهذيب وترشيد حركته لكثيرة في هذه المرحلة، ومنها:
– أن تحاول الأم أن تشغل فراغه معها في أعمال البيت؛ فالأم تطلب من طفلها مثلاً: ترتيب أدواته الخاصة والعابه، وحمل الصحون معها إلى الطاولة...وبذلك يشغل نفسه عن الحركة ويتعود الاعتماد على النفس وحب المساعدة.
– الاشتراك في أحد الأندية، ليفرغ الطفل طاقته في لعبة ما يحبها.

– زيارة الأقارب والأصدقاء والجيران ممن لهم أبناء في مثل سينه، حتى يلعب معهم ويفرغ طاقته.

– الخروج للمتنزهات، ولو مرة كل أسبوع على الأقل.

2– شدة التقليد:

الطفل يقلد الكبير الأب أو الأم أو المعلمين، بالحسن والسوء والجمال والقبح، فالأب يصلي ينشأ الولد على الصلاة وهكذا...وهنا بعض النصائح لنكون قدوة حسنة:

– نحكي له حكايات الصحابة والصالحين والعلماء والنماذج الطيبة، ليقلدهم.

– نصطحبه في ما كل هو حسن ومفيد مثل الذهاب إلى المساجد.

– ابعاده عن برامج التلفزيون العنيفة حتى لايصاب بالكبت والإحباط، نتيجة فشله في تقليدهم.

– توفير مستمر لشرائط الفيديو الإسلامية، التي تحكي قِصصاً للقادة المسلمين الفاتحين مثل أفلام: محمد الفاتح، والسندباد، ورحلة خلود، والرسالة وغيرها.

3– العناد:

فالطفل يتميز بالعناد الشديد، فلا نتعجب من ذلك ونتهم الطفل بتعمد العناد مع أبويه ومدرسيه؛ بل علينا أن نشجعه ونحفزه على فعل النقيض، ونذكر له من القصص والحكايات ما يجعله ينفر من العناد؛ كأن نشبه الذي يعاند بالشيطان الذي عاند مع الله ولم يطع أوامره؛ ولكن في النهاية نتأكد من أن الطفل العنيد غير مريض، وغير عاقّ لوالديه، ولكن هذا العناد يرجع إلى طبيعة سنه، وعلينا ان نحفزه ونشجعه لا أن نضربه ونعذبه.

4– عدم التمييز بين الصواب والخطأ:

فالطفل قد رأى أمه تشعل الكبريت، فحاول تقليدها فلسعته النار، ووضع يده في الماء الساخن وهو لا يعرف ضرره، ويريد أن يضع يده بين ريش المروحة وهي تعمل، وغير ذلك من أمثلة تدل على عدم تمييز الطفل بين الصواب والخطأ، فلا يحاسب الطفل على ذلك بالضرب والإهانة، لأن عقل الطفل لم ينضج بعد، وعلينا أن نبعده عما يضره.

5– كثرة الأسئلة:

الطفل يسأل عن أي شيء و بأي وقت، وبأي كيفية؟ ومنها الأسئلة التي يريد منها المعرفة؛ كسؤاله: أين الله؟ ومنها الأسئلة التي يريد منها إحراج الأبوين والمربي؛ كسؤاله: (لماذا أنت سمين يا بابا؟) ومنها الأسئلة التي تدل على قلقه وخوفه؛ فيقول: (هل ستموت يا بابا؟)، ولا نجيب عن أسئلته بما لا يحتمله عقله، ولنضبط ردود أفعالنا عند المفاجأة بسؤال غير متوقع، ولا نقول له: أنت ما زلت صغيراً، ولا تتكلم في هذه الأمور؛ لأن الطفل عنيد، وسيزيد الأسئلة شغفاً في معرفة الإجابة عن سؤاله، فلنفتح قلوبنا وعقولنا لأسئلة أبنائنا قبل أن نندم.

6– ذاكرة حادة آلية:

فالطفل ذاكرته ما زالت نقية بيضاء، لم تدنسها الهموم ولا المشاكل، فهو لذلك يحفظ كثيراً وبلا فهم، وهذا معنى الآلية؛ أي: أن يحفظ بلا وعي وبلا إدراك، وتستغل هذه الحدة والآلية في الذاكرة في: حفظ القرآن الكريم، فانه يصعب نسيان ما يحفظه في هذا السن، ولكن مع مراعاة أن يكون أُسلوب التحفيظ سهلاً وشيقاً.

7 – حب التشجيع:

وهو عامل مشترك تقريباً في كل الخصائص، ونحتاج إليه عند العناد، وعند عدم التمييز بين الصواب والخطأ، وعند كثرة الحركة، وعدم الاستقرار، وعلينا أن ننوع التشجيع من مادي إلى معنوي، وذلك حتى لا يتعود الطفل على أخذ على ما يعمله مقابلاً.

8 – حب اللعب والمرح:

اللعب قد يكون وسيلة لاكتساب المهارات، وتجميع الخبرات، وتنمية الذكاء، وأفضل وسيلة للتعليم هي اللعب.

9 – حب التنافس والتناحر:

عاملاً مهماً في التفوق والابتكار، فالتشجيع دائماً على التنافس في الخير مع مراعاة عدم الإسراف فيه بصورة تورث الطفل العدوانية، والغيرة، والحقد على الآخر المتفوق عليه.

10 – التفكير الخيالي:

فعقله لم ينضج بعد كما تحدثنا؛ لذلك فيغلب الخيال على تفكيره، وهو ما يسمى بأحلام اليقظة عند الكبار – خاصة المراهقين والمراهقات – فهو تفكير في غير الوَاقع، فلا يجب ان ننزعج عندما نجد الطفل جالساً يفكر في شيء ما.

11 – الميل لاكتساب المهارات:

فلو أن أباه كان نجاراً، أو لاعباً، أو حداداً، أو معلماً، أو فسوف نجد الطفل يحاول اكتساب تلك المهارة من أبيه بتقليده له، وذلك للطفل الصغير قبل 6 سنوات، وبعدها سيقل ذلك.

12 – النمو اللغوي سريع:

فمعجم الطفل اللغوي يزداد باستمرار، ويؤثر في ذلك الصحة العامة للطفل، خاصة التغذية السليمة، وكذلك العلاقات الأسرية، والمحتوى الاجتماعي، والاقتصادي، والمستوى اللغوي للأب والأم، فالطفل المريض نموه اللغوي غير الطفل الصحيح، والطفل الذي يعيش وسط مشاكل بين أبيه وأمه غير الذي يعيش في حياة أسرية هادئة هانئة، والطفل الغني غير الفقير، والطفل المدلل يختلف عن غير المدلل، والطفل الذي يتحدث أبواه الفصحى، أو اللغة العربية السليمة غير الذي يتحدث أبواه بألفاظ بذيئة، أو يغلب على كلامهما لغة أخرى غير العربية.

13 – الميل للفكِّ والتركيب:

وهذا يعتبره البعض نوعاً من التخريب وهو ليس كذلك؛ بل هي طبيعة المرحلة فينبغي أن يبعد عنِ الطفل أي شيء قابل للفك، أو ما يخشى عليه منه، ويؤتى له بألعاب متخصصة في ذلك مثل: القطار، والبازل، والكانو، والمكعبات، والقصص، والورق، والصلصال.

14 – حدة الانفعالات:

فهو يثور وينفعل بدرجة واحدة للأمور الهامة والتافهة.

المصدر (فن تربية الأولاد في الإسلام)