الطلاق ونظرة المجتمع للمطلقة

صورة فريق أحلى حياة
الطلاق ونظرة المجتمع للمطلقة

باتت مشكلة الطلاق تؤرق حياة الأسرة، حيث ارتفعت معدلات الطلاق في الأونة الأخيرة مقارنة بمعدلات الطلاق في الأربعينات والخمسينات، وبمقارنة حالات الطلاق في جيل آباءنا وأجدادنا بحالات الطلاق في جيلنا الحالي، نجد أن نادراً ما كان يحدث حالة طلاق واحدة في أي أسرة وقد تحدث لأسباب قهرية. وكانت العادات والتقاليد تحكم وتحد من حالات الطلاق في ذلك الوقت، حيث أن خوف الزوجة على سمعة العائلة كانت دايما تسيطر على أفكارها قبل أن تفكر في الطلاق وكانت المصلحة العامة أهم بكثير من المصلحة الشخصية، وخوف على الأطفال من التأثر بانفصال أبويهم.

ولكن الآن أصبح على النقيض تماماً أصبحت المصلحة الشخصية تسيطر على النفس والرغبة في التحرر من القيود هو أقوى العوامل المؤدية للطلاق.

وتختلف أسباب الطلاق التي تؤدي إلي زيادة نسبة الطلاق وخاصة في حالات الزواج الجديد الذي لا يتعدى سنة أو سنتين من العشرة على الأكثر.

  1. ويرجع الطلاق في جيلنا إلى أهم الأسباب وهى الكذب، كل من الزوجين يتجمل في مرحلة الخطوبة ويخفي كل منهما عيوبه عن الأخر وبعد الزواج تبدأ العيوب تظهر وينخدع كل منهما في الأخر وتبدأ الخلافات التي لا يتحملها كل منهما مما تؤدي في النهاية السريعة بالطبع إلي الطلاق.
  2. أيضا اختلاف البيئة المحطية والتربية، من الأسباب المؤدية إلي الطلاق حيث اختلاف وتناقض تربية كل من الزوجين يخلق جو من عدم القدرة علي التفاهم أو التوصل إلي نقطة تواصل. ربما تكون الزوجة من أسرة مرفهة والزوج من أسرة ملتزمة جداً فتتزايد الخلافات والمشاكل ويحدث الطلاق.
  3. اختلاف المستوى التعليمي يخلق فجوة كبيرة بين الزوج والزوجة وخاصة إذا كانت الزوجة ذات مرتبة علمية أعلى من الزوج، هذا يشعر الزوج دائما بالنقص ويختلق المشاكل التي لا تنتهي إلا بالطلاق.
  4. رغبة الزوج في زوجة ثانية، وهذا ما لا تقبله الزوجة الأولى فتطلب الطلاق.
  5. سوء أخلاق الزوج وسعيه الدائم وراء رغباته ينتهي حتماً بعدم قدرة الزوجة على تحمل هذه الحياة وتطلق الطلاق لتصون كرامتها.
  6. أن يكون الزوج بخيلاً هذا أسوء ما يؤدي إلى الطلاق.
  7.  وهناك بعض الحالات الاستثنائية التي تؤدي إلي الطلاق مثل عقم أحد من الزوجين، أو الاصابة بمرض خطير، أو سوء سمعة عائلة أحد الزوجين، أو تدخلات الآباء والأمهات في حياة أبناءهم بعد الزواج، أو تدخل الأصدقاء في حل مشاكل الزوجين الشخصية.

كل ما سبق مجرد مجموعة من الأسباب لحالات الطلاق وليس حصرا لها. ولكن هناك اضرار تعود على كل من الزوجين والأطفال في حالة الطلاق.

ربما يشعر كل من الزوج والزوجة بعد الطلاق بالتحرر من القيود والارتياح من أمر ما أرهقهما فترة طويلة ولكن بعد فترة من الوقت يختفى هذا الشعور ويبدا شعور بالندم وتبدأ مضايقات المجتمع للزوجة خصيصاً ومن بعدها الأطفال.

تصبح المرأة المطلقة منبوذة في مجتمعاتنا العربية دون سبب جدير بالاهتمام ويخشى التعامل معها الكثيرون بعد طلاقها، حيث تبعد عنها صديقاتها خوفاً على أزواجهن منها، ويتحدث عنها الجميع بالسوء وتوضع دايما تحت الميكروسكوب في كل تصرفاتها ويبرر الجميع تصرفاتها بسوء نية دائما.

فلماذا لا يفكر المجتمع في أن المرأة طلقت وهي مظلومة، في الكثير من الحالات، وليست ظالمة، فهي تحتاج إلى نظرة عطف وحنان. نحتاج إلى وقت طويل لتغيير تلك النظرة الخاطئة للمطلقة.

0
لا يوجد تصويت بعد