الغيرة من القادم الجديد

صورة فريق أحلى حياة
الغيرة من القادم الجديد

أقبل الطفل الأكبر على أخيه الرضيع، ثم احتضنه، وطال الاحتضان حتى ازرق لون الرضيع، ولم ينقذه من أخيه سوى والديه.. ترى ما الذي حدث، وما الذي دفع الطفل الأكبر لفعل هذا؟

تسمى هذه الحالة بالغيرة، والملام فى هذه الحالة ليس الطفل، بل هم الأهل بأخطائهم التربوية والسلوكية، فالملاحظ أن الأهل يستمرون فى إعطاء الطفل كل الحنان حتى ولادة المولود الجديد، وهنا يتحول الاهتمام بشكل كلي إلى الوافد الجديد، مما يسبب إزعاجا للطفل الأكبر، ويتولد لديه شعور بالغيرة من هذا الوافد الذي احتل مكانه، وأخذ حنانه.

ومن المنطقي والطبيعي أن المولود الجديد يمضي أول شهرين إما نائما أو باكيا، لا يهمه كثيرا أن نحمله أو نداعبه.. هذان الشهران هامان جدا، فيجب ألا يلاحظ الطفل الأكبر أي تغيير، فهو يتطلع إلى أهله ليعرف إن كان هذا سيؤثر على طريقة تعاملهم معه أم لا.

إذن لننتهز فرصة هذين الشهرين فى إعطاء الطفل الأكبر كافة الاهتمام القديم، ونتحاشى حمل الطفل الجديد أو إرضاعه الرضاعة الطبيعية أمام أخيه الأكبر، وبعد هذا يكون الاهتمام بالأصغر تدريجيا، يشترك فيه أخوه الأكبر اشتراكا إيجابيا.

وتلاحظ الأم أن الطفل الاكبر بعد ولادة أخيه الأصغر، يقوم بحركات تصفها الأم بـ" الزناخة والشقاوة ".. فهو يرفع صوته، ويهمل في المطلوب منه.. وتكون الأم مخطئة تماما حين تضرب طفلها معتقدة أن هذا الضرب سيوقفه عن هذه التصرفات، لكن في حقيقة الأمر كل هذه التصرفات مجرد لفت نظر من طفل يحس بإهمال من أهله وشك في عدم حبهم له، لذا فالحنان والاحتواء كفيلين باستيعاب غيرة الطفل كيلا تتحول إلى غيرة مدمرة، ويحدث ما لا يحمد عقباه.

د. رامي شهاب الدين